أحالت الحكومة المغربية إلى البرلمان، الإثنين، مشروع قانون للمصادقة على اتفاقية موقعة مع إسرائيل تتعلق بالتعاون الاقتصادي والتجاري، بحسب موقع البرلمان المغربي الذي نشر نص الاتفاقية.
وذكر موقع البرلمان بأنّ الاتفاقية "أحيلت اليوم على لجنة الخارجية بمجلس النواب (الغرفة الأولى للبرلمان)". وقال: "مكتب مجلس النواب توصل الخميس الماضي من طرف الحكومة، بمشروع قانون للموافقة على الاتفاق بشأن التعاون الاقتصادي والتجاري بين المغرب وإسرائيل، الموقع بالرباط في 21 فبراير/ شباط 2022".
وستنشر الاتفاقية في الجريدة الرسمية لتدخل حيز التنفيذ في حال مصادقة غرفتي البرلمان أي النواب والمستشارين عليها.
ما هي بنود الاتفاقية؟
وتنص الاتفاقية، على أن "المغرب وإسرائيل يؤكدان على حقوقهما والتزاماتهما الحالية اتجاه بعضهما البعض، بموجب اتفاق منظمة التجارة العالمية".
وبحسب الاتفاقية، "يتعين على كل طرف القيام بثمانية إجراءات لزيادة تطوير التجارة بين البلدين، تشمل تبادل الخبرات والتعاون في مسائل التقييس والتقنين".
وتتعلق الإجراءات بـ"إجراء مناقشة من أجل إنشاء مناطق صناعية مؤهلة في المغرب.. وإعفاء بعض المواد ذات منشأ الطرف الآخر، من الرسوم الجمركية أو أي رسوم ضريبية أخرى".
وكانت إسرائيل والمغرب قد أعلنتا في 10 ديسمبر/ كانون الأول 2020 استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما بعد توقفها عام 2000، إثر تجميد الرباط العلاقات جراء اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية.
والمغرب رابع دولة عربية توافق على التطبيع مع إسرائيل خلال 2020، بعد الإمارات والبحرين والسودان، فيما ترتبط مصر والأردن باتفاقيتي سلام مع إسرائيل، منذ 1979 و1994 على الترتيب.
زيارات المسؤولين الإسرائيليين للمملكة
وفي سياق التعاون المتنامي بين البلدين منذ تطبيع العلاقات، وصل وزير التعاون الإقليمي عيساوي فريج الأحد إلى المملكة في زيارة تستمر حتى الخميس يعقد خلالها اجتماعات رسمية مع وزراء ومسؤولين حكوميين مغاربة، وفق ما أعلن مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط الجمعة الفائت.
كما بدأ وزير العدل الإسرائيلي جدعون ساعر زيارة عمل إلى المملكة الإثنين تستمر أيضًا حتى الخميس، يتوقع أن يوقع خلالها "اتفاق مهم حول التعاون القضائي" بين البلدين. كما سيعقد اجتماعات مع وزراء ومسؤولين مغاربة كبار.
ويأتي ذلك بعد أيام من زيارة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي الأولى للمملكة، التي اعتبرتها تل أبيب إضافة "في مجالات التعاون التي تحققت في الفترة الأخيرة في إطار تعزيز التعاون العسكري والأمني بين إسرائيل والمغرب".
وقد اعتبر الباحث الفلسطيني في الشأن الإسرائيلي، عصمت منصور، في حديث سابق إلى "العربي" أن تلك الزيارات المتكررة، تدل على حاجة المغرب للخبرات العسكرية التنكولوجية من إسرائيل، الأمر الذي تراه تل أبيب فرصة لتعميق "حلف التطبيع" معها، وتوسيع سوق بيع أسلحتها، مستغلة ذلك في تعميق الخلافات العربية.
وقد أعلنت الحكومة المغربية، مطلع الشهر الجاري، أنها تعمل على تنفيذ جميع الاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل في جميع القطاعات، وذلك عقب توقيع الرباط على مذكّرة تفاهم مع إسرائيل في مجال البحث العلمي والتكنولوجيا في 27 مايو/ أيار الماضي.