أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الأربعاء في الرباط أن باريس عقدت "شراكة أقوى" مع المغرب لمكافحة "الهجرة السرية" و"كل أشكال التهريب"، تتضمن "التزامًا بتحقيق نتائج".
وقال ماكرون في خطاب أمام الجالية الفرنسية في المغرب، في ختام زيارة الدولة التي بدأها الإثنين، "نريد نحن والمغرب معًا أن نكافح ضد جميع أشكال التهريب، أن نحارب الهجرة السرية والشبكات التي تستغلها، والجريمة المنظمة وتهريب المخدرات. إننا نعقد شراكة قوية، بالتزام جد قوي، وثقة واحترام قواعد كل طرف، والتزام بتحقيق نتائج".
وحظيت قضية الهجرة باهتمام كبير من الجانب الفرنسي خلال زيارة ماكرون، إذ يريد وزيره الجديد في الداخلية برونو روتايو الذي يعتمد نهجًا صارمًا بهذا الخصوص، دفع المغرب إلى استعادة مواطنين أوقِفوا لإقامتهم بطريقة غير نظاميّة في فرنسا.
مكافحة الهجرة غير النظامية
وشدد روتايو في مؤتمر صحافي مساء الثلاثاء، على الإرادة المشتركة "لتحديد هوية الأشخاص الذين لا تتوافر وثائق حول أصولهم"، من أجل "تقليص آجال" ترحيلهم.
من جهته أكد نظيره المغربي عبد الوافي لفتيت أن "مسألة الالتزام بمغادرة الأراضي الفرنسية تحظى بعناية خاصة من الطرفين".
وشدّد نصّ الإعلان عن الشراكة الإستراتيجية الذي وقعه قائدا البلدين الإثنين الماضي، على مبادئ "العلاقة بين دولة ودولة، والمساواة في السيادة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وفي اختيارات السياسة الخارجية، واحترام الالتزامات المبرمة".
تجاوز التوترات السابقة
وحظيت قضية إقليم الصحراء والتعاون الاقتصادي بالاهتمام الأكبر لدى الجانب المغربي، وأكد ماكرون أمام البرلمان المغربي يوم أمس (الثلاثاء) موقف بلاده المؤيد "لسيادة" المملكة على هذا الإقليم، ووعد باستثمارات فيه.
وأتاح الموقف الفرنسي الجديد، الذي سبق لماكرون إعلانه في رسالة للعاهل المغربي محمد السادس نهاية يوليو/تموز الماضي، تجاوز سلسلة من التوترات الحادة خلال الأعوام الثلاثة الماضية بين البلدين، من أجل إرساء "شراكة استثنائية وطيدة".
وتتضمن هذه الشراكة خصوصًا حوالي 40 عقدًا واتفاق استثمار أبرمت بين المغرب وفرنسا خلال زيارة ماكرون، وتشمل عدة قطاعات لا سيما في إنتاج ونقل الطاقات الخضراء، والقطار فائق السرعة وصناعة الطيران وتحلية مياه البحر.
وحظي ماكرون بحفاوة كبيرة عند وصوله المغرب، فيما يرتقب أن يزور العاهل المغربي فرنسا في خريف العام المقبل، وفق ما أعلن وزير الخارجية الفرنسي.