أعلن المتحدث العسكري لجماعة أنصار الله الحوثيين يحيى سريع أنّ الطيران الأميركي والبريطاني شنّ 48 غارة على عدد من محافظات اليمن ليل السبت- الأحد، مؤكدًا أنّ هذه الهجمات لن تثني الجماعة عن مساندة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة "ولن تمر بدون رد".
وقال سريع: إنّ الغارات تركّزت على محافظتي صنعاء وتعز بـ24 غارة، بينما توزّعت بقية الغارات على محافظات الحديدة والبيضاء وحجّة.
"رسالة للحوثيين"
في المقابل، أعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا في بيان مشترك، تنفيذ ضربات على 36 هدفًا في 13 منطقة مختلفة في اليمن أمس السبت، في اليوم الثاني من العمليات الأميركية ضد جماعات مرتبطة بإيران ردًا على الهجوم الذي طال قاعدة "برج 22" في الأردن مطلع الأسبوع الماضي، أسفر عن مقتل ثلاثة جنود.
وأضاف البيان أنه تم استهداف منشآت تحت الأرض لتخزين الأسلحة ومنظومات ومنصات إطلاق صواريخ وغيرها من القدرات التي يستخدمها الحوثيون لمهاجمة الملاحة في البحر الأحمر.
بينما أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أنّ طائرات "تايفون" الحربية التابعة لسلاح الجو الملكي ضربت أهدافًا بينها محطتا تحكم أرضيتان تُستخدمان لتشغيل طائرات بلا طيار هجومية واستطلاعية، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إنّ "هذا العمل الجماعي يوجه رسالة واضحة للحوثيين بأنهم سيستمرون في تحمل المزيد من التداعيات إذا لم يوقفوا هجماتهم غير القانونية على الملاحة الدولية وسفن البحرية".
وأوضحت الولايات المتحدة أنّ هجمات اليوم الأحد حظيت بدعم أستراليا والبحرين وكندا والدنمارك وهولندا ونيوزيلندا.
ضربة أميركية جديدة
وفي السياق، أعلنت القيادة العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط "سنتكوم" تنفيذ ضربة جديدة صباح الأحد، ضد صاروخ مضاد للسفن تابع للحوثيين، غداة قصف أميركي وبريطاني طال عشرات الأهداف في اليمن.
وأفادت "سنتكوم" بأنّ قواتها نفّذت الضربة ضد الصاروخ الذي كان "معدًا للإطلاق ضد سفن في البحر الأحمر"، بعدما اعتبرت أنّه "يمثّل خطرًا وشيكًا" على السفن العسكرية والتجارية في المنطقة.
وأمس السبت، شنّت القوات الأميركية بشكل أحادي، ضربات دمّرت ستة صواريخ مضادة للسفن تابعة للحوثيين "كانت معدة لإطلاقها ضد سفن في البحر الأحمر".
كما أعلنت "سنتكوم" أنّ القوات الأميركية أسقطت ثماني طائرات مسيرة قرب اليمن يوم الجمعة، ودمرت أربع مسيرات أخرى قبل إطلاقها.
وتعليقًا على ذلك، أوضح الدبلوماسي السابق مسعود مخلوف أنّ الضربات الأميركية البريطانية تتصاعد على اليمن، لأنّ الولايات المتحدة لا تستطيع الصمت على مقتل جنودها لأسباب خارجية تتمثّل في عدم التشجيع على مثل هذه الاعتداءات؛ ولأسباب داخلية تتمثّل في عدم ظهور الرئيس جو بايدن بمظهر الرئيس الضعيف الذي لا يستطيع الدفاع عن شعبه وجنوده ومصالح بلاده.
وقال مخلوف في حديث إلى "العربي" من واشنطن؛ إنّ إدارة بايدن تعمل وفق ثلاثة أهداف: الانتقام لمقتل جنودها، وردع الفصائل الموالية لإيران من تكرار عمليات الاستهداف لقواتها ومصالحها، وعدم التصعيد والدخول في حرب مع إيران.
وأوضح أنّ مواجهة واشنطن للحوثي على الأرض سيكون تكرارًا لما حصل أمام "طالبان"، مضيفًا أنّ إدارة بايدن ليست جاهزة للدخول في حرب طويلة الأمد أو برية مع إيران.