يبدو أن تغيرات المناخ لم تعد تؤثر في الإنسان ووجوده المادي فقط بل بات تأثيرها يمتد إلى كافة عناصر الطبيعة من حيوانات ونباتات.
فقد نشرت مجلة "كومنيكشن بايلوجي" نتائج دراسة تقول إن الحياة البرية في العالم ربما تواجه خطرًا أكبر مما يعرفه العلماء حتى الآن.
وقام متخصصون بتقييم وضع 174 ألفًا من النباتات ولم يتم التوصل إلى تقييم نهائي بشأنها بسبب ندرة البيانات حولها.
إلا أن ما توصلت إليه الدراسة رصد نحو 7700 نوع من النبات والحيوانات ليتبين أن 60% منها يواجه ظروفًا من المحتمل أن يعرضها لخطر الانقراض.
وهذه الأبحاث الجديدة تتقاطع مع ما كان أعلن عنه الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة في تقرير صدر عنه عام 2019 أن حوالي مليون نوع نباتي وحيواني مهدد بالانقراض.
ويقول يان فورجوليت الباحث في الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا وهو أحد المشرفين على الدراسة إن الكثير من الحيوانات والبناتات ناقصة البيانات هي من الأنواع صغيرة الحجم وتعيش في مناطق نائية وتحديدًا في وسط إفريقيا ومدغشقر وجنوب آسيا.
الإنسان سبب أساسي
وفي هذا الإطار، تشير الباحثة في البيئة والجغرافيا كريستي شاوول إلى أن الحديث عن الانقراض يذهب بنا إلى الأسباب التي تؤدي إليه ومن أهمها الإنسان إن كان بشكل مباشر أو غير مباشر. وتنطبق هذه الحال على التغير المناخي الذي يؤدي فيه الكائن البشري دورًا كبيرًا.
وتقول شاوول في حديث إلى "العربي" من بيروت إن هذا التغير المناخي "يؤثر بشكل مباشر على النباتات وانقراضها"، لافتة في الوقت ذاته إلى أن بعض النباتات قادرة على التأقلم مع الوضع الجديد الذي وجدت نفسها فيها ولكن بعضها لا يقدر.
كما أن دور الإنسان يتشكل في حالة العشوائية التي تعمل على تكريس الانقراض وتتمثل في حالة الرعي العشوائية وإدارته للحيوانات التي تأكل الأعشاب والنباتات بحسب شاوول.
وتشير الباحثة اللبنانية إلى أن حالة الانقراض هذه ستؤثر على الحياة بشكل كبير للغاية، فالنبات يعمل على تعقيم المياه كما يحد من انجراف التربة. وهناك أنواع نباتات عديدة تدخل في الصناعات الطبية التي تعتمد على الأعشاب.
وحول دور المحميات الطبيعة في وضع حد لانقراض النباتات تقول شاوول إن "هناك محميات كثيرة طبيعية في مختلف أنحاء العالم ومنها محمية "يلوستون ناشيونال بارك" في الولايات المتحدة الأميركية وفيها حماية لغالبية أنواع من الحيوانات والنباتات وحتى البكتيريا التي تأتي من ضمن التنوع البيولوجي".
ولكن في المنطقة العربية هناك نوع من التقصير بهذا الخصوص، تقول الباحثة، حيث تصدر بعض القوانين الخاصة بالمحميات ولكن المراقبة والمتابعة تغيبان عن تلك المحميات.
