شهدت الأرض موجة انقراض جماعي قبل 66 مليون سنة، ما أدى لاختفاء الديناصورات. وتكررت حالات الانقراض الجماعي عبر التاريخ، إلا أنها جميعًا كانت نابعة من ظروف طبيعية، فهل يتسبب الإنسان بأحدثها لأول مرة في تاريخ الأرض؟
أمام هذا الواقع، حذر البروفيسور بول إيرلخ من جامعة ستانفورد الأميركية، من موجة انقراض جماعي هي السادسة التي قد تضرب الأرض، في حديثه لصحيفة دايلي ميل البريطانية.
وقال البروفيسور: إن الصندوق العالمي للحياة البرية يحذر من أن العالم سيشهد موجة انقراض جماعي هائلة، تشمل ملايين النباتات والحيوانات.
ويخشى العلماء بأن تحدث موجة انقراض جماعي، بسبب الإفراط في إزالة الغابات، واستمرار عمليات الصيد البري وكذلك صيد الأسماك.
وأوضح إيرلخ أن الانقراض الجماعي هو أحد أبرز التهديدات الحالية التي تواجهها البشرية، إلى جانب التغييرات المناخية والتسمم العالمي، وسباق التسلح النووي. ولفت البروفيسور إلى أن ذلك قد يحدث خلال فترة ما بين العشرة والخمسين عامًا المقبلة.
وضرب كويكب يدعى "تشيكشولوب" الأرض قبل حوالي 66 مليون عام، مما أدى إلى انقراض الديناصورات.
ما جناه الإنسان
بدورها، رأت الدكتورة سيبال مقصود الأستاذة المحاضرة والباحثة في كلية العلوم التابعة للجامعة اللبنانية، أن الانقراض الجماعي يعني علميًا اختفاء أكثر من 75% من الكائنات الحية، مبدية أسفها لكون البشرية لم تقم بأي ردة فعل تحد من ذاك التهديد بالانقراض.
وأكدت مقصود، في حديث إلى "العربي" من بيروت، أن التغير في دورة الكربون يشكل دافعًا قويًا لمثل هذا الاستنتاج، فإن العوامل الكارثية التي يتسبب بها الإنسان كالتلوث إضافة للتغير المناخي، قد تؤدي إلى أمطار حمضية.
واعتبرت مقصود أن الانقراض السادس سيكون سببه الإنسان لأول مرة في تاريخ نشأة الكوكب، وسيكون تدريجيًا بدءًا من بعض الكائنات الحية. وطرحت الأكاديمية النحل كمثل حي على ذلك بسبب اختفاء عدة أنواع منه، بفعل الإنسان، وهي تعتبر حيوانات ملقِّحة ما سيتسبب بتلف عدة زهور ونباتات.
دراسة سابقة
وكشفت دراسة أسترالية في أبريل/ نيسان الماضي أن 3% فقط من الأراضي حول العالم لا تزال سليمة بيئيًا بحيث تضمّ حيواناتها الأصلية ومواطنها غير المضطربة. ونشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية الدراسة الجديدة التي تجمع بين خرائط الأضرار البشرية مع الخرائط التي تُوضح الأماكن التي اختفت فيها الحيوانات من مواطنها الأصلية أو أصبحت قليلة العدد بما لا يكفي للحفاظ على نظام بيئي صحي.
وشملت الخرائط نطاقات من 7000 نوع يتواجد منها 1500 نوع اليوم، من الثدييات وبعض الطيور والأسماك والنباتات والزواحف والبرمائيات. والعديد من المناطق التي تم تحديدها كانت في أراضٍ للسكان الأصليين. ولم يشمل التحليل القارة القطبية الجنوبية.
ورأت مقصود أن أي خلل في النظام البيئي، سيؤثر على الإنسان، فالمثل الذي طرحته حول النحل وتأثيراته في اختفاء عدد كبير من النباتات قد يشمله كذلك اختفاء عدد آخر من الفواكه، وبالتالي فإن ذلك يشكل ضربة للموارد الغذائية.
وأكدت الباحثة والأستاذة اللبنانية أن أول الغيث لتفادي مثل تلك الكارثة هو التقيد بالاتفاقيات العالمية حول البيئة والمناخ والتنوع البيولوجي والتي تعتبر ذات أهمية عالية، بالإضافة إلى التوجه لمزيد من حملات التوعية والإرشاد الاجتماعية.