الخميس 21 نوفمبر / November 2024

الدول الفقيرة تدفع الثمن.. كلفة "ثقيلة" لتغيّر المناخ على الاقتصاد

الدول الفقيرة تدفع الثمن.. كلفة "ثقيلة" لتغيّر المناخ على الاقتصاد

شارك القصة

نافذة ضمن برنامج "صباح جديد" تسلط الضوء على التحديات الاقتصادية التي يخلقها تغيّر المناخ على العالم بأسره (الصورة: غيتي)
بلغت كلفة الاقتصاد العالمي 16 تريليون دولار في السنوات الثلاثين الماضية بسبب موجات الحرارة التي يقودها المناخ، بحسب دراسة جديدة.

كشفت دراسة جديدة أن موجات الحرّ التي اشتدّت حدّتها بسبب تغيّر المناخ كلفت الاقتصاد العالمي تريليونات من الدولارات خلال السنوات الـ21 الماضية.

ووفقًا للدراسة، بلغت كلفة الاقتصاد العالمي 16 تريليون دولار في السنوات الثلاثين الماضية بسبب موجات الحرارة التي يقودها المناخ، وهو رقم مثير للقلق.

لكنّ ما يعزّز هذا القلق هو أنّ الدول الفقيرة تدفع الثمن الأكبر من تلك الخسائر الأمر الذي يسهم في آثار اقتصادية غير متوازنة من شأنها توسيع أوجه اللا مساواة في العالم.

وتعزو الدراسة هذه الكلفة إلى تأثيرات درجات الحرارة المرتفعة على صحة الإنسان والإنتاجية والإنتاج الزراعي.

من يعوّض الدول الفقيرة عن تداعيات تغيّر المناخ؟

دمج الباحثون في كلية دارتموث في نيو هامبشاير في الولايات المتحدة الأميركية البيانات الاقتصادية مع متوسط درجة الحرارة مدة الخمسة أيام الأكثر سخونة لكل منطقة في العالم.

ووجدوا أنه من عام 1992 إلى عام 2013 تزامنت موجات الحر روتينيًا مع التغيرات في النمو الاقتصادية التي تختلف في المناطق ذات الدخل المرتفع أو المنخفض.

ويرى جاستن مانكين الأستاذ في دراتموث كوليدج، وهو أحد مؤلفي الدراسة التي نشرتها مجلة ساينس أدفينسز، أن كلفة موجات الحر الشديدة الناجمة عن تغير المناخ تتحملها حتى الآن وبشكل غير متناسب المناطق والدول الأقل مسؤولية عن ظاهرة الاحترار المناخي.

ولعلّ اللافت فيما كشفته هذه الدراسة أنّ الخسائر الاقتصادية الناجمة عن إحداث الحرارة الشديدة أقل بالنسبة للبلدان الأكثر ثراء بينما يدفع الثمن غالبًا الدول الفقيرة الأقل مسؤولية عن هذه الظاهرة، وسط تساؤل حول من سيعوّض الدول الفقيرة عن تداعيات تغير المناخ لا سيما مع قرب انعقاد قمة المناخ "كوب 27" في شرم الشيخ.

مشكلة "طمع بشري وسياسي"

يرى المستشار البيئي مازن عبود أن المشكلة اليوم هي في الأنظمة السياسية التي تعتمد بشكل رئيسي على دعم القطاعات الإنتاجية للوصول إلى الحكم.

ويوضح في حديث إلى "العربي"، من بيروت، أن المشكلة مشكلة سياسية تعكس مشكلة طمع بشري ولا مساواة، شارحًا أن الشمال الغني هو الملوِّث بشكل أساسي والذي يتحمّل نتائج هذا التلوث هو الجنوب الفقير.

ويشدّد انطلاقًا من ذلك، على وجوب أخذ الكثير من الإجراءات، والأهم من ذلك، يجب دعم البحوث من أجل إيجاد تكنولوجيات جديدة نظيفة.

ويلفت إلى أنّ كل الاعتماد هو على العقل البشري الذي سيمكّننا في يوم من الأيام، الانتقال من عصر التلوث إلى عصر جديد.

"لحظة تاريخية حاسمة للإنسانية"

وفي سياق متصل، يلاحظ عبود أنّ قمة كوب 27 تأتي في لحظة تاريخية حاسمة للإنسانية، ولا سيما أنّ الحرب في أوكرانيا تعيد تسطير الأولويات، على حد وصفه.

ويوضح أنّ هناك عودة إلى الفحم الحجري مثلاً وكذلك إلى إنتاج الطاقة من المفاعلات النووية، فيما تبرز حاجة ملحّة للفيول في هذه الفترة العصيبة.

وإذ يعتبر أنّ هذا الأمر سيؤدي إلى مزيد من التلوث، يلفت إلى أن الوضع السياسي العالمي تغيّر والمعادلة الاقتصادية أضحت هي الأمن الاقتصادي بعد أن كانت الحدود المفتوحة أو الميزة التفاضلية.

من هنا أضحى اليوم الكلام أكثر عن نقل الصناعات إلى شواطئ آمنة، بحسب عبود، الذي يشير إلى أنّه في المرحلة الأخيرة كانت الصين هي المصنع للعالم والولايات المتحدة هي الجيب المموّل والرأس.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close