الجمعة 15 نوفمبر / November 2024

كوارث مميتة وظواهر جوية حادة.. نصف دول العالم غير "جاهزة" للمواجهة

كوارث مميتة وظواهر جوية حادة.. نصف دول العالم غير "جاهزة" للمواجهة

شارك القصة

المناطق الأكثر فقرًا وغالبًا الأكثر عرضة لتداعيات الصدمات المناخية والكوارث الطبيعية، هي الأسوأ تجهيزًا
المناطق الأكثر فقرًا وغالبًا الأكثر عرضة لتداعيات الصدمات المناخية والكوارث الطبيعية، هي الأسوأ تجهيزًا - غيتي
مع تزايد الآثار الملموسة للتغير المناخي، يشهد العالم مزيدًا من الكوارث التي تنطوي على "آثار مضاعفة وتراكمية"، وفقًا لتقرير صادر عن الأمم المتحدة.

حذرت الأمم المتحدة، اليوم الخميس، في تقرير صادر عنها، من أن نصف دول العالم تفتقد لأنظمة الإنذار المبكر المتقدمة الضرورية لإنقاذ الأرواح، على الرغم من تضاعف الظواهر الجوية الحادة والكوارث المناخية.

وقالت وكالات الأمم المتحدة المعنية بالطقس والحد من مخاطر الكوارث إن البلدان التي لديها أنظمة إنذار مبكر ضعيفة؛ تسجل في المعدل حصيلة وفيات ناجمة عن الكوارث أعلى بثمانية أضعاف مقارنة بالبلدان ذات الأنظمة الأكثر فاعلية.

وأوضح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن "الظواهر المناخية الحادة ستحدث، لكن يجب ألا تتحول إلى كوارث مميتة".

"العالم والمزيد من الكوارث"

وتسمح أنظمة الإنذار المبكر الملائمة التي تحذر من الفيضانات والجفاف وموجات الحر والعواصف وغيرها من الكوارث، بالتخطيط لتخفيض التأثيرات الضارة إلى أدنى مستوى.

ومع تزايد الآثار الملموسة للتغير المناخي، وفق التقرير، يشهد العالم مزيدًا من الكوارث التي تنطوي على "آثار مضاعفة وتراكمية".

وخلص التقرير إلى أن البلدان يحب أن تكون مجهّزة بأنظمة إنذار مبكر للمخاطر المتعددة، إلا أن نصف دول العالم فقط لديها حاليًا أنظمة من هذا النوع.

وظهر أن المناطق الأكثر فقرًا وغالبًا الأكثر عرضة لتداعيات الصدمات المناخية والكوارث الطبيعية، هي الأسوأ تجهيزًا. فهذه الدول تواجه بشكل متزايد أوضاعًا متعددة التأثيرات.

"البحث عن تغيير عاجل"

وأشار التقرير إلى أن نحو نصف بلدان العالم الأقل تقدمًا وثلث الدول الجزرية الصغيرة النامية فقط لديها أنظمة إنذار مبكر للتحذير من الأخطار المتعددة.

في الوقت نفسه، حذرت الممثلة الخاصة للأمين العام للحد من مخاطر الكوارث مامي ميزوتوري من خطورة وجود "ثغرات كبيرة" على صعيد الحماية. وقالت: "هذه الأوضاع تتطلب تغييرًا عاجلًا لإنقاذ الأرواح وسبل العيش والأصول".

وأسهمت أنظمة الإنذار المبكر بدرجة كبيرة، مع تزايد المخاطر، في الحد من الوفيات المتصلة بالكوارث.

وأظهر تقرير الأمم المتحدة أن حصيلة الأشخاص المتضررين من الكوارث ارتفعت بنحو الضعفين من معدّل قدره 1147 شخصًا من أصل مئة ألف في السنة بين العامين 2005 و2014، إلى 2066 شخصًا في الفترة الممتدة بين العامين 2012 و2021.

جدوى أنظمة الإنذار المبكر

لكن في الوقت نفسه، وفي مقارنة بين هاتين الفترتين (2005-2014 و2012-2021) انخفضت الحصيلة السنوية للأشخاص الذين قضوا من جراء الكوارث أو فُقد أثرهم من 1,77 شخصًا لكل مئة ألف إلى 0,84 شخصًا.

وفي هذا السياق، أشارت ميزوتوري إلى الفيضانات الموسمية الكارثية التي اجتاحت باكستان مؤخرًا، وغمرت ثلث أراضيها، وأدت إلى مصرع نحو 1700 شخص.

وقالت الممثلة الخاصة للأمين العام للحد من مخاطر الكوارث إنه على الرغم من هذه الكارثة فقد "كانت حصيلة الوفيات لتكون أعلى بكثير لولا وجود أنظمة الإنذار المبكر".

وتدعو الأمم المتحدة كل البلدان للتزود بأنظمة إنذار مبكر في غضون خمس سنوات، ومن المقرر أن تعرض خطة عمل خلال النسخة 27 من "مؤتمر الأطراف" المعني بتغيّر المناخ والذي ستستضيفه مصر في نوفمبر/ تشرين الثاني.

وقال غوتيريش إن "الأقل تسببًا بالأزمة المناخية هم الذين يدفعون الثمن الأكبر".

تابع القراءة
المصادر:
العربي- أ ف ب
تغطية خاصة
Close