سيطر الديمقراطيون على مجلس الشيوخ الأميركي، عندما أدى ثلاثة أعضاء جدد من الديمقراطيين، اليمين مساء الأربعاء، ما منح الحزب السيطرة على الكونغرس بمجلسيه والبيت الأبيض للمرّة الأولى منذ عشر سنوات.
وترأست نائبة الرئيس كامالا هاريس جلسة مجلس الشيوخ التي أدّى خلالها ثلاثة مشرّعين ديمقراطيين اليمين الدستورية، وهم رافاييل وارنوك وجون أوسوف من جورجيا وأليكس باديلا من كاليفورنيا، وذلك بعد ساعات من أداء الرئيس جو بايدن اليمين، لتنتقل بذلك الغالبية في مجلس الشيوخ إلى الحزب الديمقراطي.
وفاز وورونوك وأوسوف على المرشّحين الجمهوريين لعضوية مجلس الشيوخ عن ولاية جورجيا في جولة فاصلة من الانتخابات أجريت في الخامس من كانون الثاني/يناير.
وبأدائهما القسَم بات لكلّ من الحزبين الجمهوري والديمقراطي 50 عضواً في المجلس المؤلّف من مئة عضو.
من جهته، قال السيناتور وورنوك إنه يعلم أنه سيكون سيناتوراً عن جميع الجورجيين، وسواء صوتّوا له أم لا سيحمل آمالهم ومخاوفهم إلى واشنطن.
As I'm sworn in today, know that I will be a senator for all Georgians. Whether or not you voted for me, I'll carry your hopes and concerns to Washington. pic.twitter.com/t0yxodr9ll
— Senator Reverend Raphael Warnock (@ReverendWarnock) January 20, 2021
أمّا باديلا فاعتبر أنّه شرف وامتياز أن يكون بمثابة صوت لجميع سكان كاليفورنيا في هذه اللحظة الحاسمة من تاريخ الأمة.
It's the honor and privilege of a lifetime to serve as a voice for all Californians at this critical moment in our nation’s history. As the proud son of immigrants from Mexico, I'm committed to working as hard as my parents did to build a better future for the next generation. pic.twitter.com/WClBOnUAtV
— Senator Alex Padilla (@SenAlexPadilla) January 20, 2021
ومن شأن هذا التحول أن يجعل السيناتور الديمقراطي تشاك شومر زعيماً للأغلبية، مع تراجع الجمهوري ميتش ماكونيل إلى زعيم الأقلية.
وتعهّد شومر بأن تتصدى الأغلبية الديمقراطية بأسلوب مختلف للتحديات التي تواجهها بلاده، مشيرًا إلى أنه يسعى بجدّ للتعامل مع فيروس كورونا وإحراز تقدم في سبيل العدالة العرقية والتغير المناخي.
في المقابل، قال زعيم الأقلية الجمهورية ماكونيل إنه يتطلع للعمل مع الرئيس ونائبته "بطريقة نختلف فيها باحترام". ويجري شومر وماكونيل محادثات حول اتفاق محتمل لتقاسم سلطة تسيير الإجراءات اليومية لمجلس الشيوخ على غرار ما تم التوصل إليه قبل 20 عامًا.
ويفضل الرجلان إبرام مثل هذا الاتفاق، لكن ماكونيل طلب الحفاظ على القواعد التي تتطلب أغلبية ساحقة من 60 صوتًا لإقرار معظم التشريعات.
وبانتقال الغالبية في مجلس الشيوخ إلى الحزب الديمقراطي، بات الديمقراطيون يسيطرون على كل مقاليد السلطة في واشنطن، ما يمنح بايدن فرصة ذهبية لتنفيذ جدول أعمال حافل بالمشاريع، خصوصًا حزمة إنقاذ بقيمة 1.9 تريليون دولار لمساعدة العائلات والشركات الأميركية المتضررة من جائحة كوفيد-19.
أول تعيين في إدارة بايدن
وفي سياق متّصل، صادق مجلس الشيوخ الأميركي على تثبيت مرشحة بايدن لمنصب مديرة الاستخبارات أفريل هينز.
وقد نالت هينز أغلبية 84 صوتاً لتصبح بذلك أول امرأة في تاريخ الولايات المتّحدة ترأس أجهزة الاستخبارات والبالغ عددها 18 جهازًا.
وشغلت هينز (51 عامًا) منصب نائبة مدير وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه" ونائبة مستشار الأمن القومي في إدارة أوباما.
وخلال جلسة استماع عقدها مجلس الشيوخ الثلاثاء للمصادقة على تعيينها، تعهّدت هينز عدم تسييس أجهزة الاستخبارات التي كان الرئيس السابق دونالد ترمب يستهدفها باستمرار خلال ولايته.
وقالت: "بهدف الحفاظ على نزاهة أجهزتنا، يجب أن تشدد أجهزة الاستخبارات الداخلية على واقع أن في مجال الاستخبارات، ليس هناك مكان للسياسة".
واتخذت هذه الوعود التي تُعتبر تقليدية نسبيًا أثناء جلسة مصادقة على التعيينات في الكونغرس، منحى خاصًا هذا العام، بعد انعدام الثقة الذي أظهره ترمب حيال أجهزة الاستخبارات التي أكدت حصول تدخل روسي في الانتخابات الرئاسية التي أُجريت عام 2016 وفاز فيها آنذاك.
وبعد تثبيتها في منصبها، عبّر رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ السناتور مارك وورنر عن دعمه المطلق لهينز. وقال إنّه "بعد أن تمّ تقويضها عمدًا لمدة أربع سنوات، تستحقّ أجهزة الاستخبارات مسؤولاً قويًا مصادقًا على تعيينه في مجلس الشيوخ لقيادتها وتنشيطها".
وأضاف: "أنا واثق من أنّ هينز ستؤدي هذا الدور باقتدار وشرف وأتطلع إلى العمل معها".
ويتحرّك بايدن ومجلس الشيوخ بسرعة لإقرار التعيينات الرئيسية في إدارته، مع توقّع التصويت في الأيام المقبلة على تثبيت مرشّحيه لتولّي حقائب الدفاع والخارجية والخزانة.
لكن، إلى أن يصادق مجلس الشيوخ على مرشّحي بايدن لتولّي المناصب الأساسية في الحكومة، سيقود هذه الإدارات وزراء بالوكالة أو مديرون، ممّا يحدّ من زخم إدارته.
يذكر أنّ جو بايدن، أدى اليمين الدستوريّة، أمس الأربعاء، خلال حفل تنصيبه بمبنى الكابيتول، ليصبح الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة.