الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

الذكاء الاصطناعي في عالم التأليف والغناء.. تعرفوا على الروبوت "ألتير 4"

الذكاء الاصطناعي في عالم التأليف والغناء.. تعرفوا على الروبوت "ألتير 4"

شارك القصة

نافذة أرشيفية عبر "العربي" تسلط الضوء على تطبيق "تشات جي بي تي" (الصورة: رويترز)
الروبوت المسمّى "ألتير 4" يقف على أحد مسارح العاصمة الفرنسية باريس، يحرّك عينيه ويرتجل أغنيات، ويرافقه فريق من نحو أربعين موسيقيًا.

يشكل الروبوت المسمّى "ألتير 4" أحد أشكال التأليف الموسيقي، التي يتحوّل فيها برنامج "تشات جي بي تي" إلى كاتب نصوص، فيما يتولّى روبوت قائم على الذكاء الاصطناعي الغناء.

وهذا الروبوت الذي يقف على أحد مسارح العاصمة الفرنسية باريس، يحرّك عينيه ويرتجل أغنيات، ويرافقه فريق من نحو أربعين موسيقيًا من أوركسترا "أباسيوناتو" الفرنسية، وجوقة بوذية يابانية آتية من جبل كويا. 

كما يرافقه على البيانو عازفًا، المؤلف الموسيقي كييتشيرو شيبويا، الذي ابتكر عرض "أندرويد أوبرا ميرور" على مسرح "شاتليه".

وخلال العرض، يُسمَع مزيج غريب يجمع الصوت الاصطناعي وترانيم يؤدّيها رهبان يظهرون بأزياء تقليدية ونغمات الكمان والموسيقى الإلكترونية.

وتنقل وكالة "فرانس برس" عن الراهب ايزن فوجيوارا قوله: "أرى أنّ الروبوت على المسرح هو جزء من الفريق، ونحن نعمل معًا".

ويتابع: "صحيح أنّ أغنياتنا لم تتغير منذ 1200 عام (...) يُعتقَد أنّ الأمور المتباينة لا يمكن أن تكون متوافقة، لكن عندما نؤدّي معًا نكون في تناغم تام".

عرض عن السلام والوئام

يضم "ألتير 4" 53 مفصلًا، أي أكثر بعشرة مفاصل مما كان يحوي النموذج السابق، وهو ما يتيح له التعبير بطريقة ديناميكية أكبر.

والأهم هو أنّ هذا الروبوت قادر على ارتجال كلمات يغنّيها في العرض، بالتزامن مع ما تؤدّيه جوقة الرهبان.

وينشد "ألتير 4" ثلاث أغنيات في أداء قد "يُفاجِئ" الحاضرين أحيانًا أكثر مما يذهلهم الارتجال البشري، على قول شيبويا.

وقد استند المؤلف الموسيقي إلى برنامج "تشات جي بي تي" لكتابة ثلاثة أرباع العرض، الذي يتمحور على السلام والوئام في العالم، ويقول: "شرحت للبرنامج تفاصيل عن الحفلة وكلمات الأغاني التي يؤديها الرهبان، فكان الردّ سريعًا جدًا".

وبينما يرى أنّ ما ابتكره الذكاء الاصطناعي يمثل إبداعًا، يشير إلى أنّ الأهمية الكامنة وراء مقاربة مماثلة تتمثل في اكتشاف "تناغمات جديدة".

"ألتير 4" ينطوي على المرح

خلف الكواليس، يتولّى تحريك الروبوت من خلال أحد البرامج مدرّس الموسيقى شينتاري إيماي، الذي درس التأليف الموسيقي في "إركام" - مركز أبحاث للتقنيات الموسيقية والصوتية الحديثة - في باريس.

ويقول إيماي إنّ الروبوت "يخرج دائمًا عن سيطرتي، ولا أدرك سلفًا كيف سيتحرك ويرتجل الغناء".

أما أعضاء أوركسترا "أباسيوناتو" الفرنسية التي أسّسها ماتيو إرزوغ، والمُعتادة أكثر على العروض الكلاسيكية والرومانسية، فتنظر إلى الروبوت على أنّه ينطوي على نوع من المرح.

ويقول مدير الأوركسترا لِيو دومين: "عندما وصلنا ورأينا هذا الروبوت يتحرّك ويومض بعينيه انتابنا خوف كبير". ويضيف: "هو كالوحوش في الثقافتين الصينية واليابانية، يندمج مع البيئة البشرية".

ويعتبر أنّ "مواجهة الذكاء الاصطناعي والروبوت تطرح تساؤلًا عن دور الإنسان في الفنّ (...) وما يمكن للروبوتات أن تقدّمه".

ويتابع أنّ "ألتير4" "ينتج أصواتًا تمتزج مع أصواتنا، مما يؤدي إلى ابتكار نسيج صوتي غير معروف"، معتبرًا أنّ "هذا المزيج من النبرات الصوتية مثير للاهتمام من الناحية الموسيقية".

تابع القراءة
المصادر:
أ ف ب
تغطية خاصة