الأحد 17 نوفمبر / November 2024

ثورة الذكاء الاصطناعي.. هل بات التواصل مع الموتى افتراضيًا ممكنًا؟

ثورة الذكاء الاصطناعي.. هل بات التواصل مع الموتى افتراضيًا ممكنًا؟

شارك القصة

زاوية في برنامج "شبابيك" تضيء على إمكانية أن يساهم الذكاء الاصطناعي في انقراض البشرية (الصورة: غيتي)
أطلقت في عام 2017 خدمة "ريبليكا" التي تقدم بعض برامج الدردشة الشخصية الأكثر تطورًا في السوق، والتي يمضي بعض المستخدمين ساعات عدة في التحدث معها يوميًا.

تفتح شركات ناشئة لزبائنها إمكانية البقاء على اتصال افتراضي مع أشخاص فارقوا الحياة بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي، في مجال لا يزال يلفه غموض كبير ويثير تساؤلات كثيرة.

وتجلس ريو سون يون في فيديو ترويجي أمام ميكروفون وشاشة عملاقة، يظهر فيها زوجها الذي توفي قبل بضعة أشهر. ويقول لها "عزيزتي. هذا أنا"، لتنهمر دموعها وتبدأ ما يشبه الحوار معه.

وإثر معرفته بأنه مصاب بالسرطان في مراحله الأخيرة، استعان هذا الكوري الجنوبي البالغ 76 عامًا، واسمه لي بيونغ هوال، بشركة "ديب براين إيه آي" التي سجلت مقاطع مصورة له على مدى ساعات لإنجاز نسخة رقمية عنه يمكنها الرد على أسئلة.

"التواصل مع المتوفين افتراضيًا"

ويكشف رئيس قسم التطوير في "ديب براين إيه آي" جوزيف مورفي تفاصيل بشأن البرنامج المسمى "ري ميموري"، "نحن لا ننشئ محتوى جديدًا"، أي أن هذه التكنولوجيا لا تولّد عبارات لم يكن المتوفى لينطق بها أو يكتبها خلال حياته.

والمبدأ نفسه تعتمده شركة "ستوري فايل" التي استعانت بالممثل ويليام شاتنر البالغ 92 عامًا، كوجه ترويجي على موقعها.

ويقول ستيفن سميث، رئيس هذه الخدمة التي يستخدمها الآلاف بحسب الشركة: إن "نهجنا يقوم على الاحتفاظ بالسحر الخاص بهذا الشخص لأطول فترة ممكنة" خلال حياته، "ثم استخدام الذكاء الاصطناعي".

وفي الصين، تقدم شركات متخصصة في تنظيم الجنازات إمكانية التفاعل افتراضيًا مع الأشخاص المتوفين أثناء جنازتهم بالاستعانة بالذكاء الاصطناعي.

وأثار رائد الأعمال والمهندس براتيك ديساي في بداية أبريل/ نيسان ضجة من خلال دعوته الأشخاص إلى "البدء بالتقاط تسجيلات" بالصوت أو الفيديو "للوالدين وكبار السن والأقارب"، لافتًا إلى أنه اعتبارًا من "نهاية هذا العام" سيكون ممكنًا إنشاء شخصية افتراضية بتقنية التجسيد الرمزي (أفاتار) لشخص متوفى، وموضحًا أنه يعمل على مشروع في هذا الاتجاه.

وأثارت الرسالة التي نُشرت على تويتر، زوبعة من الانتقادات، ما دفعه إلى التأكيد بعد بضعة أيام أنه ليس "نابش قبور".

"لقاء الموتى عبر الذكاء الاصطناعي"

وأنشأت المهندسة الروسية يوجينيا كيودا المقيمة في كاليفورنيا، بعد وفاة صديقها المقرب في حادث سيارة عام 2015 "روبوت محادثة" سمّته رومان على اسم صديقها الراحل، ومدّته بآلاف الرسائل القصيرة التي أرسلها لأقاربه، بهدف إنشاء ما يشبه النسخة الافتراضية عنه.

ثم أطلقت في عام 2017 خدمة "ريبليكا" التي تقدم بعض برامج الدردشة الشخصية الأكثر تطورًا في السوق، والتي يمضي بعض المستخدمين ساعات عدة في التحدث معها يوميًا.

لكن على رغم ما حصل مع "رومان"، فإن ريبليكا "ليست منصة مصممة لإعادة استحضار شخص عزيز"، على ما حذرت ناطقة باسم الشركة.

وتسعى شركة "سومنيوم سبايس"، ومقرها لندن، للاعتماد على الميتافيرس لأن تصنع نسخًا افتراضية عن المستخدمين خلال حياتهم، سيكون لهم وجود خاص، من دون تدخل بشري، في هذا العالم الموازي بعد وفاتهم.

ويؤكد المدير العام للشركة أرتور سيشوف أن هذه الخدمة "ليست موجهة للجميع بالطبع"، وذلك في مقطع فيديو نُشر على يوتيوب، حول منتج الشركة المسمى "ليف فوريفر" ("العيش أبدًا")، الذي أعلنت عن التوجه لإطلاقه نهاية العام. ويضيف: "هل أريد أن ألتقي بجدي بواسطة الذكاء الاصطناعي؟ سيكون ذلك متاحًا لمن يريد ذلك".

لكن السؤال الذي يُطرح هنا هو لأي مدى يمكن القبول بوجود افتراضي لشخص محبوب متوفٍ يمكنه، بفضل الذكاء الاصطناعي التوليدي، قول أشياء لم يقلها قبل وفاته.

ويقرّ جوزيف مورفي بأنّ "التحديات فلسفية وليست فنية". ويقول: "لا أعتقد أن المجتمع جاهز بعد. هناك خط لم نخطط لتجاوزه".

ويوضح مدير خدمة "ري ميموري" التي تضم بضع عشرات من المستخدمين أن هذه التقنية "موجهة لفئة محددة، وليست قطاعًا للنمو"، مضيفًا: "لا أتوقع أن يحقق ذلك نجاحًا كبيرًا".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - أ ف ب
تغطية خاصة
Close