السبت 7 Sep / September 2024

الذكاء الاصطناعي ينافس مؤدّي المشاهد الخطرة.. خشية وقلق في هوليوود

الذكاء الاصطناعي ينافس مؤدّي المشاهد الخطرة.. خشية وقلق في هوليوود

شارك القصة

"العربي" يسلط الضوء على سبب إضراب الممثلين في هوليوود (الصورة: غيتي)
يتخوف مؤدو الحركات الخطرة في هوليوود من أن يحرمهم تطور الذكاء الاصطناعي من عملهم الذي لطالما كان أساسيًا في الأعمال السينمائية.

من مسلسل "غيم أوف ثرونز" إلى أحدث أفلام الأبطال الخارقين من "مارفل" وغيرها الكثير، تستخدم أستوديوهات هوليوود شخصيات في الخلفية يتم إنشاؤها بواسطة الكمبيوتر لتقليل عدد الممثلين اللازمين في مشاهد المعارك.

والآن، مع ظهور الذكاء الاصطناعي يتم استكشاف تقنيات أرخص وأكثر فعالية لإنتاج مشاهد الحركة المعقدة مثل المطاردات بالسيارات وإطلاق النار والانفجارات، بدون الحاجة للاستعانة بممثلين.

وعليه، يخشى مؤدّو المشاهد الخطرة في هوليوود، من أن يحل الذكاء الاصطناعي مكانهم، وبالتالي استغناء شركات الإنتاج عن البشر في المشاهد القتالية والحماسية. 

يأتي ذلك، في وقت يشل كتاب السيناريو والممثلون الحركة في هوليوود بسبب إضرابهم المفتوح الذين يطالبون خلاله بتصحيح شروط العمل، وضبط استخدام الذكاء الاصطناعي في مهنتهم.

"مرحلة مخيفة"

في التفاصيل، تستعين الأستوديوهات منذ فترة طويلة بصور ظلية يبتكرها جهاز الكمبيوتر في المشاهد القتالية، لكنها تلجأ إلى مؤدي المشاهد الخطرة في اللقطات الأساسية والقريبة.

بهذا الصدد يقول منسّق تأدية المشاهد الخطرة فريدي بوسيغيز: "إنّ التكنولوجيا تتقدم بوتيرة سريعة.. وهذه المرحلة مخيفة جدًا لنا".

فحاليًا، تطلب الأستوديوهات من مؤدي المشاهد الخطرة الخضوع "لعمليات مسح" أثناء تصوير العمل، بهدف ابتكار نماذج من صورهم ثلاثية الأبعاد، من دون أن توفّر لهم تفسيرات في شأن كيفية استخدام صورهم.

ومع تقدم الذكاء الاصطناعي، يمكن استخدام هذه الصور المبتكرة لإنشاء "نسخ رقمية" واقعية جدًا لهؤلاء الأشخاص، قادرة على تنفيذ حركات وإجراء حوارات استنادًا إلى تعليمات يتلقاها الجهاز.

وعليه، يخشى مؤدو المشاهد الخطرة من أن تحلّ هذه الصور محلهم، لا سيما مع الحديث عن تمكن الأستوديوهات في المستقبل القريب من دمج هذه الصور الرقمية في المشاهد "بفضل المؤثرات الخاصة والذكاء الاصطناعي".

تدريب مؤدّي المشاهد الخطرة على الفنون القتالية في هوليوود
تدريب مؤدّي المشاهد الخطرة على الفنون القتالية في هوليوود - غيتي

كما يُتوقّع أن يتمكن الذكاء الاصطناعي في غضون عام من ابتكار حوادث تصادم ناجمة عن سرعات عالية، بناءً فقط على تعليمات المخرج.

أهمية العنصر البشري

في المقابل، يرى بعض أرباب المهنة أن العنصر البشري سيبقى ضروريًا ولا يمكن الاستغناء عنه، حتى وإن نجح الذكاء الاصطناعي بإنتاج مشاهد معارك أو انفجارات أو حوادث، بدقة عالية. 

ويشير بوسيغيز في هذا الإطار إلى أنّ "الجماهير لا تزال قادرة على تمييز" المؤثرات، ويقول: "لا أعتقد أن هذه الوظيفة ستختفي يومًا ما، لكنّ مجال العمل سيصبح محدودًا".

لكن بوسيغيز لم يخف تأثير هذا التطور على زملائه، ويكشف: "قابلت عددًا كبيرًا من مؤدي المشاهد الخطرة وكانوا خائفين ومتوترين".

الممثل الأميركي توم كروز يؤدي مشهدًا خطيرًا بنفسه - غيتي
الممثل الأميركي توم كروز يؤدي مشهدًا خطيرًا بنفسه - غيتي

غضب هوليوود

وبدأ نحو 160 ألف ممثل تلفزيوني وسينمائي أميركي في 14 يوليو/ تموز الماضي، إضرابًا يُضاف إلى آخر ينفذه كتّاب السيناريو، للمطالبة بزيادة أجورهم التي تشهد ركودًا في زمن منصات البث التدفقي، والحصول على ضمانات بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي، لمنع هذه التكنولوجيا من إنشاء نصوص أو استنساخ صوتهم وصورتهم.

وتتسبب هذه الحركة الاجتماعية المزدوجة، في أسوأ حالة شلل في القطاع منذ أكثر من 60 عامًا.

فالذكاء الاصطناعي يمثل أحد الأسباب الرئيسية للإضراب، وفي منتصف يوليو الفائت، أكّدت نقابة الممثلين أنها تحارب من أجل عدم إقدام الأستوديوهات على إجراء عمليات مسح للممثلين واستخدام نسخهم الرقمية "في مختلف مشاريعها المستقبلية وبصورة دائمة"، لقاء أن تدفع لهم مقابل يوم عمل واحد فقط.

من جانبهم، يقول أصحاب العمل إنهم اقترحوا على المُضرِبين قواعد واضحة مرتبطة بالموافقة المسبقة والأجور.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - أ ف ب
تغطية خاصة
Close