أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، أنّ نظيره المصري عبد الفتاح السيسي وافق على فتح معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة المحاصر منذ 17 عامًا، للسماح بإدخال دفعة أولى من شاحنات المساعدات الإنسانية إلى القطاع الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي أسفر عن استشهاد وإصابة الآلاف.
وقال بايدن للصحافيين أمس الأربعاء، بعد اتصاله هاتفيًا بنظيره المصري من على متن الطائرة الرئاسية أثناء عودته من زيارة لإسرائيل حيث أبدى تضامنه مع الأخيرة إنّ السيسي "وافق... على السماح بمرور ما يصل إلى 20 شاحنة كبداية".
"مساعدات ستدخل قبل الجمعة إلى غزة"
وأضاف الرئيس الأميركي خلال توقف الطائرة الرئاسية في ألمانيا أثناء رحلة العودة إلى واشنطن أنّ هذه الشاحنات لن تعبر على الأرجح قبل الجمعة لأنّ الطريق حول المعبر يحتاج لتصليحات.
وتابع: "عليهم أن يردموا الحفر حتى تتمكّن هذه الشاحنات من المرور"، مشيرًا إلى أنّ إصلاح الطريق سيتمّ الخميس وسيستغرق "حوالي ثماني ساعات".
وأوضح أنّ الأمم المتّحدة ستوزّع هذه المساعدات داخل قطاع غزة، مشيرًا إلى أنّ دخول دفعة ثانية يتوقف على "كيف ستسير الأمور".
وكان الناطق باسم مكتب الإعلام الحكومي في غزة تيسير محيسن أكد لـ"العربي" أنه لم يحصل تواصل مع الجانب المصري حول آلية إدخال المساعدات عبر معبر رفح.
ودخل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، يومه الثالث عشر، باستمرار قصف المنازل والأحياء السكنية ومراكز الإيواء. كما سجلت منظمة الصحة العالمية 77 هجومًا ضد مرافق للرعاية الصحية في الضفة الغربية و57 في غزة.
وبحسب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، فإن معظم سكان غزة البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة انقطعت عنهم المياه، ويضطر بعضهم للشرب من مصادر ملوثة.
وقال بايدن: "نريد إدخال أكبر عدد ممكن من الشاحنات. أعتقد أنّ هناك حوالي 150 شاحنة".
وإذ قال بايدن إنّه تحدّث مع نظيره المصري طوال نصف ساعة تقريبًا، أشاد بالسيسي على "تعاونه التام"، مؤكّدًا أنّه "يستحقّ الكثير من التقدير" على ما يقوم به.
إخراج حملة جوازات السفر الأجنبية من غزة
وتطالب واشنطن السلطات المصرية بفتح معبر رفح للسماح لحملة جوازات السفر الأجنبية، وبخاصة الأميركية، من مغادرة القطاع.
وألمح بايدن في هذا الصدد بالقول: "سوف نُخرج أناسًا" من القطاع، من دون مزيد من التفاصيل.
وشدّد الرئيس الأميركي على أهمية دخول المساعدات إلى قطاع غزة، مؤكّدًا للصحافيين أنّه كان "صريحًا جدًا مع الإسرائيليين" في ما يتعلق بهذا الموضوع.
وراح يقول: "إذا كانت لديك فرصة لتخفيف المعاناة، فعليك أن تفعل ذلك ونقطة على السطر. إذا لم تفعل ذلك، فسوف تفقد مصداقيتك في كلّ أنحاء العالم".
وكان من المقرّر أن يتوجّه بايدن من إسرائيل إلى الأردن أمس الأربعاء لعقد قمّة رباعية مع العاهل الأردني والرئيسين المصري والفلسطيني، لكنّ هذه القمّة ألغيت بعد قصف الاحتلال الإسرائيلي لمستشفى المعمداني بغزة ما أوقع نحو 500 شهيد، في مجزرة أفجعت العالم العربي والدولي، ودفعت إسرائيل إلى الإسراع في اختلاق الأكاذيب لنفي وقوفها وراء الهجوم.