الأربعاء 20 نوفمبر / November 2024

تحقيق لـ"العربي" يكشف كذب الاحتلال.. من قصف مستشفى المعمداني؟

طوفان الأقصى
تحقيق لـ"العربي" يكشف كذب الاحتلال.. من قصف مستشفى المعمداني؟
الخميس 19 أكتوبر 2023

شارك القصة

عرّت مجزرة مستشفى المعمداني الرواية الإسرائيلية التي دأب نتنياهو وآلته الإعلامية على نشرها - غيتي
عرّت مجزرة مستشفى المعمداني الرواية الإسرائيلية التي دأب نتنياهو وآلته الإعلامية على نشرها - غيتي

أضاف الاحتلال الإسرائيلي مجزرة مستشفى المعمداني إلى سجل جرائمه الحافل، وتفوّق على نفسه في ابتكار المجازر بأبشع صورها وارتكابها.

وخلّف القصف على المستشفى أكثر من 500 شهيد، في حادثة أفجعت العالم العربي والدولي، ودفعت إسرائيل إلى الإسراع في اختلاق الأكاذيب والالتفاف حول مجزرتها.

محاولة التنصل من مجزرة مستشفى المعمداني

منذ اللحظة الأولى للاعتداء، خرج الناشط الإسرائيلي حنانيا نفتالي معلنًا قيام إسرائيل باستهداف مقاتلين لحماس داخل مستشفى المعمداني.

هذا الاعتراف الواضح والصريح حذفه نفتالي بعد وقت قصير، مبررًا في منشور آخر أنه "خطأ يعتذر عليه".

ثم سارع الناشط الذي يعد بمثابة المتحدث الرقمي باسم الجيش الإسرائيلي، إلى نشر عدة منشورات لتحريف الرواية وتوجيه السهام إلى حركة حماس.

في هذه الكذبة، شاركت حسابات تتبنى البروباغندا الإسرائيلية على مواقع التواصل الاجتماعي، وكعادته كان إيدي كوهين في مقدمتها، ناشرًا فيديو مع تعليق يدعي أن القصف على المستشفى جاء من قبل صاروخ فاشل لحماس.

لكن تحليلنا الإلكتروني كشف أن الفيديو الذي أرفقه كوهين لا علاقة له بأحداث غزة الأخيرة، كما أنه كان قد نشره هو بنفسه على حسابه في السادس من أغسطس/ آب من العام 2022.

على نفس المنوال الكاذب، رد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي بمنشور قال فيه إن تحليل أنظمة العمليات في جيش الاحتلال الإسرائيلي يقول إن الصاروخ يعود إلى حركة الجهاد الإسلامي. ولكن، عن أي تحليل يتكلم أدرعي؟

وشاركت الصفحة الرسمية لإسرائيل على منصة إكس المعلومة نفسها مع إضافة فيديوهات استند عليها ما سُمي بـ"تحليل الجيش الإسرائيلي".

وظهر في تلك الفيديوهات مشاهد تؤكد زيف الاحتلال، إذ كان توقيت القصف في المقاطع المنشورة عند الساعة الـ7:59 والثامنة بتوقيت غزة، بينما الاعتداء على المستشفى وقع عند الساعة السابعة وعشرين دقيقة في التوقيت المحلي.

تداركت الصفحة فضيحتها، وحذفت الفيديو بعد وقت قصير مع الإبقاء على المنشور.

من قصف مستشفى المعمداني في غزة؟

وحدة التحقق من المصادر المفتوحة في "العربي" تتبعت مقاطع الفيديو المنشورة عن الانفجار لترصد عدة نقاط مهمة على طريق معرفة الحقيقة.

بمقارنة الفيديو الذي يوثق لحظة القصف مع المعالم الجغرافية الموضحة بالصورة، والتي تمثلت في المبنيين المميزين، توصل الفريق إلى موقع الانفجار بدقة، وهو أمر يؤكده تطابق المعالم الجغرافية مع فيديو استهداف مستشفى المعمداني.

توصل فريق "العربي" بدقة إلى موقع مجزرة مستشفى المعمداني من خلال الفيديو الذي يوثق لحظة القصف
توصل فريق "العربي" بدقة إلى موقع مجزرة مستشفى المعمداني من خلال الفيديو الذي يوثق لحظة القصف

كما دققت الوحدة أيضًا في فيديو آخر متداول عبر الحسابات التي ادعت أن الصاروخ يعود لحماس، وتلك التي ادعت أنه يعود لحركة الجهاد الإسلامي.

في مشاهد الفيديو، يظهر الصاروخ كأنه صاروخ اعتراض وليس قصفًا، مما أدى إلى انفجاره قبل سقوطه كما يظهر في هذه الصورة.

يظهر الصاروخ في الفيديو الإسرائيلي كأنه صاروخ اعتراض وليس قصفًا كما يدعي الاحتلال
يظهر الصاروخ في الفيديو الإسرائيلي كأنه صاروخ اعتراض وليس قصفًا كما يدعي الاحتلال

بتحليل الفيديو، ظهر أن الانفجار وقع في البداية بعيدًا عن موقع المستشفى تمامًا كما يظهر بالصورة التالية.

كما لاحظنا ظهور رشقة صاروخية ناجحة قادمة من ناحية غزة في نفس المقطع، إلا أننا لم نرصد سقوطًا خاطئًا لأي منها كما ادعت الحسابات الإسرائيلية.

ظهرت رشقة صاروخية ناجحة قادمة من ناحية غزة في نفس المقطع
ظهرت رشقة صاروخية ناجحة قادمة من ناحية غزة في نفس المقطع

فيديو آخر يفند ادعاءات إسرائيل، حيث تظهر الرشقات الصاروخية بعيدة تمامًا عن موقع القصف، كما تشير هذه الصورة.

ليست هذه المشاهد وحدها التي تؤكد زيف الادعاءات الإسرائيلية، حيث تشابه شكل التفجير مع ذلك المعتاد عند استخدام قنابل Jdam أميركية الصنع، وحتى الصوت كشف عن ضلوع الجيش الإسرائيلي بمجزرة مستشفى المعمداني.

ويظهر الفيديو المنشور عن القصف الإسرائيلي تشابه صوت استهداف المستشفى وانفجار قنبلة جدام JDAM.

إذًا، أخفقت إسرائيل في تلميع الخطوط الحمراء التي تعدتها في حربها مع غزة. وعرّت مجزرة مستشفى المعمداني الراوية الإسرائيلية التي دأب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وآلته الإعلامية على نشرها مرتدين عباءة المظلومية الزائفة دوليًا. لكن هذه هي إسرائيل، وهذا هو إجرامها، وها هم ضحاياها.

المصادر:
العربي
Close