أعلن الرئيس التونسي قيس سعيّد، اليوم الأربعاء، أنّ العلاقات التونسية الليبية "راسخة في التاريخ"، مشيرًا إلى أنّها شهدت "جفاءً في بعض الأحيان، لكن حان الوقت لتجاوز هذا الجفاء".
من جهته، أكد رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي على خصوصية العلاقات ووحدة المصير بين شعبَي البلدين، متعهّدًا بالعمل "لإعادة العلاقات إلى سابق طبيعتها".
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده سعيد والمنفي على هامش زيارة سعيّد إلى ليبيا، وهي الأولى لرئيس تونسي إلى ليبيا منذ زيارة المنصف المرزوقي إلى طرابلس عام 2012.
تونس وليبيا.. شعب واحد وتاريخ حافل
وكشف الرئيس التونسي أنه تمّ الإعداد لهذه الزيارة منذ مدة طويلة، "لكن بقينا نترقب أن يتم تشكيل الحكومة الجديدة" قبل إتمامها.
وتمنّى سعيّد أن تكون الحكومة الليبية الجديدة "مباركة لا على الشعب الليبي فحسب بل على المنطقة كلّها".
وقال: "جئت من تونس من أهلي إلى أهلي في ليبيا ونزلت ترابًا هو امتداد لتراب وطني"، مضيفًا: "نحن شعب واحد وتاريخنا حافل بمظاهر الوحدة أكثر من مظاهر الفرقة ومن مظاهر الأزمات".
وإذ شدّد على أنّ العلاقات بين الشعبين راسخة في التاريخ، أقرّ بأنّ هذه العلاقات شهدت جفاء في بعض الأحيان، لكنّه أردف: "آن الوقت لأن نتجاوز كلّ أسباب الجفاء".
سعيّد: دخلنا مرحلة جديدة في التاريخ
وكشف سعيّد أنّ محادثاته في ليبيا شملت مجموعة من القضايا المتصلة بالعديد من الميادين، من ضمنها "الصحة والتعليم وانسياب الأشخاص والسلع عبر المعابر"، مشيرًا إلى أنّ وجهات النظر كانت متطابقة.
وقال: "دخلنا مرحلة جديدة في التاريخ، ونستشرف مستقبلًا مشرقًا للأجيال التي ستأتي من بعدنا". وأضاف: "كانت أحلامنا كبيرة إثر الاستقلال، ولكن هذه الأحلام للأسف لم يتحقق منها إلا القليل".
وتعهّد بالعمل على أن يعود اتحاد المغرب العربي إلى سالف نشاطه، مشيرًا إلى أنّ "شعوبنا تقاربت عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، وسنكون في موعد مع شبابنا ومع شعوبنا أو مع شعبنا الواحد في الواقع لتجسيد أحلامه".
المنفي: زيارة سعيّد "تاريخية"
من جهته، وصف المنفي زيارة سعيّد إلى طرابلس بـ"التاريخية"، مشيرًا إلى أنّ الليبيين يعتزّون بها، على هامش "تسليم سلطة وبداية جديدة يأمل الليبيون أن تنتهي نهاية هذا العام بانتخابات رئاسية وبرلمانية".
وقال المنفي: "نحن لن ننسى وقفة الشعب التونسي معنا طيلة الفترات السابقة، ونؤكد على خصوصية العلاقات ووحدة المصير والمستقبل المشترك بين شعبينا وبلدينا".
وأضاف: "سنعمل لإعادة العلاقات لسابق طبيعتها في كافة المستويات".
وكان الرئيس التونسي باشر زيارة رسمية لليبيا الأربعاء تهدف إلى دعم الحكومة الجديدة التي أدت اليمين الدستورية أمام البرلمان الإثنين، وتسلّمت السلطة رسميًا الثلاثاء من الحكومة السابقة.
واستقبل المنفي الرئيس التونسي في مطار معيتيقة الدولي بطرابلس، على أن يلتقي لاحقًا عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة الوطنية الانتقالية.
وأعلن الرئيس التونسي عن زيارته إلى ليبيا الثلاثاء في اليوم التالي لنيل الحكومة الجديدة الثقة، في إشارة إلى الأهمية التي يوليها هذا الجار والشريك الرئيسي لليبيا.