الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

الرئيس الفرنسي من الجزائر: الغاز ليس جوهر زيارتي

الرئيس الفرنسي من الجزائر: الغاز ليس جوهر زيارتي

شارك القصة

تقرير سابق عن حيثيات زيارة الرئيس الفرنسي للجزائر (الصورة: غيتي)
يرافق ماكرون في زيارته التي تستمر 3 أيام إلى الجزائر وفد مؤلف من 90 شخصية، بينهم وزراء ورجال أعمال ومثقفون مختصون في تاريخ البلدين.

على الرغم من أزمة الطاقة في أوروبا التي فجرتها الحرب الروسية على أوكرانيا والتي دفعت الدول للتهافت على تأمين البديل، أشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الجمعة، إلى أن الغاز ليس جوهر زيارته إلى الجزائر.

وقال ماكرون في تصريحات للصحفيين في اليوم الثاني من زيارته للجزائر التي تستمر 3 أيام: "اتخذنا قرارات بخصوص تنقل الأشخاص، ونعمل سويًا على مواضيع حساسة مرتبطة بالأمن، ونضع خططًا جديدة لتنقل فنانينا، ورياضيينا ورجال الأعمال وشخصياتنا السياسية من أجل بناء الشراكة الأوسع التي نريد".

وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، قلصت فرنسا عدد التأشيرات الممنوحة للجزائريين بـ50%، حيث شمل القرار مسؤولين جزائريين وذويهم، على خلفية ما أرجعته باريس إلى عدم تعاون الجزائر في ملف الهجرة غير النظامية.

ولفت الرئيس الفرنسي خلال زيارته مقبرة "سانت أوجين" بمدينة بولوغين إلى أن الهجرة غير النظامية، لها تداعيات سلبية على الأمن العام في فرنسا، ما يستدعي العمل عليها، "لكن في المقابل نقدم مقاربة لتسهيل تنقل الأشخاص المرتبطين بالبلدين لبناء التواصل والتعاون بين الضفتين".

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يزور مقبرة سان يوجين الأوروبية في الجزائر (غيتي)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يزور مقبرة سان يوجين الأوروبية في الجزائر (غيتي)

وأفاد بأن الغاز "لا يشكل جوهر زيارته إلى الجزائر.. نحن لسنا في وضعية بعض الدول حيث إن الغاز الجزائري شيء يمكنه قلب المعادلة"، في إشارة إلى حاجة دول أوروبية إلى مصادر غاز بديلة للغاز الروسي.

وذكر ماكرون أن فرنسا في نموذجها الطاقوي "تعتمد على الغاز بنسبة 20% فقط، ويشكل منها الغاز الجزائري 8%".

واستدرك قائلًا: "سنحاول تحسين الأمور في المستقبل، لكن ليس صحيحًا أن غاز الجزائر هو الموضوع الرئيسي للزيارة".

وشكل الغاز الجزائري "العنوان الرئيس" لزيارات رسمية من قبل مسؤولين من دول غربية إلى الجزائر في سبيل "نجدة أوروبا"،  في ظل التوتر الحاصل في شرقي القارة العجوز، إذ تؤكد الجزائر أنها ستظل شريكًا موثوقًا لأوروبا في مجال الطاقة.

وعلى سبيل المثال، فإن الجزائر تعد ثاني مزود للغاز لإيطاليا التي تستورد نحو 95% من الغاز الذي تستهلكه.

ويرافق ماكرون في زيارته الثانية إلى الجزائر خلال 5 سنوات، وفد مكون من 90 شخصية، بينهم وزراء ورجال أعمال ومثقفون مختصون في تاريخ البلدين.

زيارة موجهة للشباب

ويقول محيط الرئيس الفرنسي إن الزيارة موجهة للشباب، وتهدف لتجاوز القطيعة والتوتر الذي ساد بين البلدين منذ قرابة السنة، على خلفية قضايا خلافية بين البلدين، كملف الذاكرة المرتبط بفترة الاستعمار الفرنسي للجزائر (1830- 1962)، وغيره.

وكانت الجزائر استدعت في 2 أكتوبر/ تشرين الأول الحالي سفيرها في باريس ردًا على تصريحات للرئيس الفرنسي نقلتها صحيفة لوموند، اعتبر فيها أن الجزائر بنيت بعد استقلالها عام 1962 على "ريع للذاكرة" كرسه "النظام السياسي- العسكري"، وشكك في وجود أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي.

واستبقت وسائل إعلام زيارة ماكرون، بالقول إنها ستشمل مناقشة إمدادات الغاز الجزائري لأوروبا في ظل رغبة ألمانيا في إحياء مشروع خط أنابيب غاز ميدكات الرابط بين فرنسا وإسبانيا.

وفي 25 أبريل/ نيسان الماضي، وجه تبون تهنئة لماكرون بمناسبة انتخابه لولاية ثانية ودعاه لزيارة الجزائر، حيث شكل ذلك محطة لعودة خطاب المجاملات الرسمية منذ الأزمة الدبلوماسية بين البلدين نهاية العام الماضي والتي دامت 3 أشهر.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
Close