يزور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجزائر الأسبوع المقبل، بهدف إعادة توثيق العلاقات بين البلدين بعد فترة شهدت توترات عدة.
وتلقى الرئيس عبد المجيد تبون اتصالاً من ماكرون قدم فيه الأخير تعازيه في ضحايا حرائق الغابات وتناقشا حول جدول أعمال الزيارة المرتقبة، وفق بيان الرئاسة الجزائرية.
ومن المقرر أن تحمل زيارة ماكرون التي تبدأ الخميس 25 أغسطس/ آب وتستمر حتى السبت 27، عدة ملفات أبرزها ترتيب العلاقات بين البلدين على خلفية الأزمة الدبلوماسية التي اندلعت في سبتمبر/ أيلول الماضي بعدما شكّك الرئيس الفرنسي بوجود "أمة جزائرية" قبل الاستعمار الفرنسي.
كما سيتم مناقشة إمدادات الغاز الجزائري لأوروبا في ظل رغبة ألمانيا في إحياء مشروع خط أنابيب غاز ميدكات الرابط بين فرنسا وإسبانيا.
"تصحيح" العلاقات
وأكد المحامي والخبير في القانون الدولي، إسماعيل خلف الله، رغبة باريس في تصحيح علاقتها مع الجزائر، فضلًا عن أن الأخيرة مطروحة لدى أوروبا كإحدى البدائل المهمة عن الطاقة الروسية، إضافة إلى أن هذه الزيارة قد تشهد إبرام اتفاقيات وشراكات جديدة بين البلدين.
ولفت خلف في حديث إلى "العربي" من باريس، إلى أن الشركاء الأوروبيين يعولون على هذه الزيارة لحل أزمة الطاقة وإعادة بعث العلاقات بين إسبانيا والجزائر بوساطة فرنسية.
وشابت العلاقة الجزائرية الإسبانية توترات عقب تغيير مدريد موقفها من قضية الصحراء الحساسة لتدعم علنًا مشروع الحكم الذاتي المغربي لإقليم الصحراء، المستعمرة الإسبانية السابقة، ما أثار غضب الجزائر.
بدوره، قال أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، توفيق بوقاعدة، إنه: غير متفائل كثيرًا لجهة قدرة هذه الزيارة على أن تكون بداية لعلاقة جزائرية فرنسية جديدة، معتبرًا أن ذلك مرتبط بما يمكن أن يقدمه ماكرون للجزائر بغية تحقيق ذلك.
وأوضح بو قاعدة في تصريح لـ "العربي" من الجزائر، بأن هناك عودة للمجاملات الدبلوماسية بين الطرفين، لكن لا تزال أمامهما الكثير من العراقيل التي يجب تجاوزها.