اندلع نقاش حام الوطيس بين المغردين على موقع تويتر، بعدما طرحت شركة "أديداس" في الأسواق قمصانًا رياضية لمنتخب الجزائر مستوحاة من نقوش الزليج، التي يعتبرها المغرب تراثًا خاصًا به.
وفي التغريدات والتعليقات، حاول جمهور كل بلد نسب الزليج إلى ثقافته مستعينًا بشواهد تاريخية تثبت فرضيته.
وبينما برّدت هذه الأجواء الساخنة تغريدات طالبت بإيجاد القواسم المشتركة بين البلدين الجارين، انتقد مغردون آخرون اندفاع البعض إلى معارك وهمية للحرف عن قضايا أساسية في ظل كل ما يجري حاليًا من تطورات دولية.
إلى ذلك، شكلت هذه القضية مناسبة للبعض للبحث في الجذور التاريخية لهذه الزخرفة. ووجد بعض المغردين شواهد تبرز انتشارها في دول عديدة في وسط آسيا.
"إثبات على تقارب الشعبين"
من ناحيته، كتب لاعب كرة القدم المغربي عبدالسلام وادو في حسابه الشخصي على فيسبوك أنه كمغربي سيشتري هذا القميص وكل ما يربط المغرب والجزائر لغويًا وتاريخيًا وثقافيًا ودينيًا.
وأضاف أن ما صاحب هذا القميص من جدل ما هو إلا إثبات آخر على تقارب الشعبين.
انتشار وسم زليج الجزائر
وكان وسم #زليج_الجزائر قد انتشر فور طرح شركة "أديداس" هذه القمصان، وسجل تفاعلًا وصل إلى 854 ألفًا، بينما ناهزت التعليقات 106 آلاف تعليق. أما المشاركات فقد بلغت 350 ألفًا.
"ما فعلته استيلاء ثقافي ونطالب بسحبه".. أديداس في قلب الأزمة بين #المغرب و #الجزائر بسبب قميص الخُضر الجديد @AnaAlarabytv pic.twitter.com/U9EW583nyJ
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) September 30, 2022
وسُجلت ذروة تفاعل المغردين مع هذا الوسم أمس الإثنين، بأكثر من 750 ألف تعليق.
وكان "العربي" قد طرح – في ضوء الجدل حول الزليج - استفتاءً عمّا إذا كانت القواسم الثقافية بين الجزائر والمغرب أقوى من الفروقات بين الشعبين والبلدين؟. فجاءت نتيجة الاستفتاء على الشكل التالي: 76% نعم، و24% لا.
"موروث ثقافي حضاري مشترك"
من ناحيته، يؤكد الصحافي المتخصص بالقضايا التاريخية عبد القادر جمعة أن "الموضوع لا يستحق على الإطلاق أن يثار حوله هذا الجدل وأن يتحول إلى موضوع للصراع والمشاحنات بين أشقاء هم الجزائريون والمغاربة".
ويقول في حديثه إلى "العربي" من الجزائر، إن سلوك هيئات رسمية في المغرب الشقيق هو الذي فجّر هذا الموضوع.
ويذكر بأن "الزليج هو موروث ثقافي حضاري مشترك لكل بلدان المنطقة المغاربية، فهو موجود في تونس وليبيا والجزائر والمغرب".
ويعتبر أن "من غير المنطقي أن يدعي بلد امتلاك هذا الموروث الثقافي لوحده، والأدهى من ذلك أن يحوله إلى قضية نزاع وفي المحاكم".
مجموعة من المشاركين عبر شبكة "زوم" عبّروا عن آرائهم في هذا الصدد من خلال "العربي"، من بينهم ياسر، الذي وصف الموضوع بالقديم الجديد، "حيث بين الفينة والأخرى تظهر مواضيع تسعى إلى التفرقة أكثر من جمع شمل المغاربة والجزائريين وكل شعوب المغرب الكبير".
ورأى أن موضوع الزليج هل هو مغربي أم جزائري "هو من المواضيع التافهة، ولا تلتفت لها غالبية الشعبين"، معتبرًا أنه إذا ما أُريد مناقشة هذا الأمر فيجب منقاشته في إطاره؛ وهو الوضع الدولي والإقليمي الحالي.
بدوره إبراهيم، لفت إلى أن الشباب الواعي في مواقع التواصل الاجتماعي عليه الإضاءة على الروابط بين الدول الشقيقة في المغرب العربي وكل الدول العربية.