الخميس 19 Sep / September 2024

السعودية تريد تطوير علاقاتها مع موسكو.. لافروف: تمديد اتفاق الحبوب معقد

السعودية تريد تطوير علاقاتها مع موسكو.. لافروف: تمديد اتفاق الحبوب معقد

شارك القصة

تقرير لـ"العربي" يسلط الضوء على الاتهامات الغربية لروسيا باستغلال أزمة الحبوب (الصورة: رويترز)
أعلن وزير الخارجية السعودي أنه ناقش مع لافروف الأزمة الروسية الأوكرانية، مضيفًا أنه أبلغه استعداد المملكة لبذل كافة الجهود للوساطة بين موسكو وكييف.

وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم الخميس المفاوضات الهادفة إلى تمديد اتفاق الحبوب لاستئناف تصدير الحبوب الأوكرانية وسط الهجوم الروسي على أوكرانيا بأنها "معقدة".

وأكد لافروف خلال لقاء مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان في موسكو أن بنود الاتفاق التي تعود بالفائدة على روسيا "لم تطبق على الإطلاق".

وأضاف: "إذا لم يطبق سوى نصف بنود الاتفاق، فإن مسألة تمديده تصبح معقدة إلى حد ما".

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أعلن الثلاثاء خلال زيارة إلى كييف أنه من بالغ الأهمية أن يتم تمديد اتفاق الحبوب.

وقبله طالب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأسبوع الماضي خلال اجتماع لمجموعة العشرين موسكو بتمديد الاتفاقية.

"موقف غير نزيه"

لكن روسيا، التي سمح لها الاتفاق بتصدير الأسمدة من دون التعرض لعقوبات غربية، تقول إن ذلك الجزء من الاتفاق لم يتم احترامه.

وقال لافروف: "زملاؤنا الغربيون، الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، يعلنون بشكل مؤسف... أنه لا توجد عقوبات مطبقة على الأغذية والأسمدة، لكن هذا الموقف غير نزيه".

وأضاف: "في الواقع تحظر العقوبات دخول السفن الروسية التي تحمل الحبوب والأسمدة إلى الموانئ المقابلة، كما تمنع العقوبات السفن الأجنبية من دخول الموانئ الروسية لتسلم هذه الشحنات".

وفي 22 يوليو/ تموز 2022 شهدت إسطنبول توقيع "وثيقة مبادرة الشحن الآمن للحبوب والمواد الغذائية من الموانئ الأوكرانية" بين تركيا وروسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة.

وتضمن الاتفاقية تأمين صادرات الحبوب العالقة في الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود (شرق أوروبا) لمعالجة نقص الغذاء العالمي الذي أنذر بكارثة إنسانية.

والاتفاق الذي أبرم برعاية الولايات المتحدة وتركيا يُمدد تلقائيًا في 18 مارس ما لم تعترض موسكو أو كييف على ذلك.

وتسبب الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير/ شباط العام الماضي إلى توقف شحنات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود جراء حصار السفن الحربية إلى أن أبرم اتفاق في الصيف الماضي سمح بمرور آمن لصادرات الحبوب الحيوية.

السعودية تسعى لتطوير علاقاتها مع روسيا

على صعيد آخر، أعلن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان الخميس أن بلاده "تسعى لتطوير العلاقات على جميع الأصعدة" مع روسيا.

جاء ذلك في لقاء بثه وسائل إعلام سعودية وعربية وروسية مع وزير خارجية روسيا، سيرغي لافروف، بموسكو.

وزيارة ابن فرحان لموسكو غير معلنة مسبقًا، وغير محددة المدة، وتأتي بعد نحو أسبوعين من زيارة أوكرانيا كأول مسؤول عربي منذ انطلاق الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير/ شباط 2022.

وقال وزير الخارجية السعودي خلال اللقاء الذي حضرته وسائل إعلام: "أنا في غاية الامتنان للقائنا لبحث القضايا الثنائية التي تهم بلدينا والتحديات التي تمس العالم".

وأوضح أنه "سيتم بحث وجهات النظر حول الأزمات والمستجدات الدولية والإقليمية".

وزير خارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان خلال زيارته إلى موسكو
وزير خارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان خلال زيارته إلى موسكو - وزارة الخارجية السعودية

وتابع وزير خارجية السعودية: "دائمًا هناك كل ما هو جديد في علاقات البلدين التي نسعى لتطويرها وتعزيزها على جميع الأصعدة".

وأعرب عن تطلعه بخروج المباحثات الثنائية اللاحقة مع لافروف، في "توحيد الرؤى، ودعم العلاقات الثنائية بين البلدين في مجالات أرحب، وفقًا لتوجيهات قيادات البلدين".

بدوره، قال لافروف خلال اللقاء ذاته: إن "كافة الوزارات المعنية بتعزيز التعاون بين البلدين على اتصال دائم".

ورحب لافروف بـ"الاهتمام المتزايد لدى السعودية بتسوية القضايا الإقليمية وكذلك الدولية".

وأعرب عن أمله في أن "يتم الاتفاق اليوم على مزيد من الخطوات في هذا المسار"، من دون تفاصيل أكثر.

وشهدت زيارة ابن فرحان آواخر فبراير/ شباط الماضي، لكييف منذ اندلاع الحرب توقيع اتفاقية ومذكرة تفاهم بتقديم حزمة مساعدات إنسانية إضافية لأوكرانيا بمبلغ 400 مليون دولار، تتضمّن "تقديم مساعدات إنسانية من المملكة لأوكرانيا بقيمة 100 مليون دولار".

استعداد سعودي للوساطة بأزمة أوكرانيا

وخلال مؤتمر صحافي تلا اللقاء، قال ابن فرحان: "ناقشت مع لافروف الأزمة الروسية الأوكرانية".

وأضاف: "أكدتُ على موقف المملكة الداعم لكافة المساعي الإقليمية والدولية لإيجاد حل سياسي للأزمة، ولكل ما من شأنه تخفيف التوتر وتخفيف المعاناة التي طالت الجميع بسبب تداعيات هذه الأزمة خاصة الدول النامية والأقل نموًا".

وقال إنه أبلغ لافروف "استعداد المملكة لبذل كافة الجهود للوساطة بين روسيا وأوكرانيا".

من جانبه، قال لافروف في المؤتمر الصحفي ذاته: إن "روسيا ترحب بكافة الجهود التي يمكن أن تؤدي إلى حوار حقيقي، وحتى اللحظة لا نجد أي رغبة من الجانب الأوكراني إلى ذلك".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات