حذّر برنامج الأغذية العالمي من أنّ الحرب الدائرة في السودان منذ قرابة 11 شهرًا "قد تخلف أكبر أزمة جوع في العالم"، في بلد يشهد أساسًا أكبر أزمة نزوح على المستوى الدولي.
من جهتها، أوضحت المنسقة المقيمة للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان كلمنتين نكويتا سلامي أنّ السلطات السودانية ستُسهّل تدفق المساعدات الإنسانية من تشاد.
الحكومة ستسهل دخول المساعدات
وقالت سلامي في تغريدة على صفحة الأمم المتحدة بمنصة "أكس" الأربعاء: "أُبلغت أنّ الحكومة السودانية ستُسهّل وصول المساعدات الإنسانية من تشاد عبر معبر تينا الحدودي. نحن الآن على اتصال مع السلطات والأطراف المعنية حتى نتمكّن من إعادة قوافلنا الإنسانية إلى الطريق".
وتشكل الخطوة نافذة أمل لملايين الجوعى في معسكرات النازحين في إقليمي دارفور وكردفان، والمناطق الأخرى التي تعاني نقصًا حادًّا في الغذاء، بسبب الحرب المستمرة في البلاد منذ 11 شهرًا، وهدّدت الأمن الغذائي لأكثر من ثلثي السكان البالغ عددهم نحو 42 مليون نسمة.
وأشارت مديرة برنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين إلى أنّ المعارك التي أوقعت آلاف القتلى وأدت إلى نزوح 8 ملايين شخص، "تُهدّد حياة الملايين، كما تُهدّد السلام والاستقرار في المنطقة بكاملها".
وقالت: "قبل عشرين عامًا، شهد دارفور أكبر أزمة جوع في العالم، ووحّدت دول عديدة آنذاك جهودها لمواجهتها، ولكن السودانيين منسيون اليوم".
وأكدت ماكين أنّه ما لم يتوقّف العنف "قد تُخلّف الحرب في السودان أكبر أزمة جوع في العالم".
سوء تغذية
وأشارت إلى أنّه في جنوب السودان، حيث لجأ 600 ألف شخص هربًا من الحرب، "يُعاني طفل من كل خمسة أطفال في مراكز الإيواء عند الحدود من سوء التغذية".
وأفاد برنامج الأغذية العالمي بأنّ أقلّ من "5% من السودانيين يستطيعون أن يوفّروا لأنفسهم وجبة كاملة" في الوقت الراهن.
بينما تقول منظمة "أطباء بلا حدود": إنّ طفلًا يموت كل ساعتين في مخيم زمزم للاجئين في دارفور.
ويعاني 18 مليون سوداني من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وأصبح خمسة ملايين منهم على شفا المجاعة، في حين يُعاني العاملون في مجال الإغاثة الإنسانية الذين يُساعدونهم، من صعوبات في التنقّل ونقص كبير في التمويل.
وذكرت تقارير للأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى، أنّ أكثر من 25 مليون سوداني، أي نحو 65% من السكان، باتوا بحاجة إلى مساعدات غذائية عاجلة.
كما أفادت الإدارة العامة لمعسكرات النازحين في دارفور بأنّ ما بين 250 إلى 300 شخص يموتون يوميًا في المعسكرات المنتشرة في الإقليم بسبب الجوع وأمراض سوء التغذية.
ويتبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، الاتهامات حول مسؤولية عرقلة وصول المساعدات الغذائية للمحتاجين.