السودان.. مبادرة لتأهيل خريجي الجامعات تمهيدًا للدخول إلى سوق العمل
ظهرت في السودان مؤخرًا العديد من المبادرات التي تهدف إلى تأهيل خريجي الجامعات من أجل تمكينهم من الدخول إلى سوق العمل عبر تطوير مهاراتهم.
ومن هذه المبادرات كانت مبادرة الدورات التدريبية منخفضة التكاليف.
فحذيفة هاشم، أحد مؤسسي المبادرة، قرر تسميتها ونقلها إلى مسؤولي "كلية الوسيلة للعلوم والتكنولوجيا" الذين لم يترددوا في قبولها ورحبوا بالتعاون المشترك حولها.
وقد لمس حذيفة في الفترة الماضية بأن الطالب الجامعي لا يستطيع تطوير مهاراته التي تؤهله للدخول إلى سوق العمل. فكانت الفكرة في كيفية التوفيق بين الأمرين.
وبدأت المبادرة عام 2017 عبر تقديم محاضرات بأسعار رمزية جدًا تهدف إلى تقوية السيرة الذاتية للطالب. ويعمل هذا الأمر على تقوية قدرات التلميذ ومهاراته لتسهيل توفير تلك الفرصة.
تفاعل إيجابي لافت
ولقيت المبادرة تفاعلًا إيجابيًا من الطلاب الجامعيين الذين أكدوت استفادتهم منها وحرصهم على التطوير المستمر.
وتقول إحدى الطالبات: إن المحاضرات قليلة الكلفة تساعد الطالب على تطوير نفسه كثيرًا وتساعده في التقدم بعمله وزيادة مهاراته وخبراته.
وتقتضي محدودية الفرص في سوق العمل التعاون بين الجانب الأكاديمي والتدريب وقد تكون مثل هذه المبادرات بمنزلة هذا الجسر المطلوب.
ويقول أحد المشرفين على كلية الوسيلة لـ"العربي": إن العمل في هذه المبادرات هو عمل جماعي، وكان من الضروري أن يكونوا جزءًا من هذه المبادرات من دون النظر إلى العائد المادي لأنها قيمة تعليمية وذات هدف أسمى.
وأزمة التعليم الجامعي هي أزمة معقدة حيث يتخرج آلاف الطلبة من الجامعات السودانية من دون أن يجدوا سهولة في الحصول على وظيفة ما يجبر الكثير منهم على اتخاذ قرار السفر إلى خارج البلاد من أجل العمل.
ويضيف حذيفة هاشم في حديثه مع "العربي" من الخرطوم أن المبادرة قائمة على دعم الشباب وأنشطتهم ودفعهم للدخول إلى سوق العمل.
وقد استدعت الحاجة إلى هذه المبادرة وجود فجوة كبيرة بين المناهج الدراسية وبين حاجات سوق العمل.
ويقول: "المناهج الجامعية نظرية وقديمة لأن الطالب يفاجأ على أرض الواقع بحقيقة مخالفة تمامًا لما تعلمه في صفوفه الدراسية".