يتخرّج الآلاف من الطلاب في السودان من الجامعات سنويًا في تخصصات مختلفة، لكن الدولة لم تضع لهم خططًا للعمل.
ودفعت البطالة الملايين منهم إلى العمل في مجال مختلف عن تخصصهم الجامعي، بعد أن فقدوا الأمل في العمل في القطاع الذي واصلوا دراسته لسنوات.
وكشف جهاز تشغيل الخريجين أن نحو أربعة ملايين خريج لا يجدون فرص عمل، ويضطرون للعمل في وظائف هامشية لا صلة بها بتخصصاتهم الدراسية.
وفي تصريح لـ "العربي"، قال وضاح أحمد محمد، وهو خريج بنوك وتمويل: إنه اضطر للعمل في مجال صيانة الهواتف المحمولة، بعدما أضناه البحث عن فرصة عمله في المصارف من دون جدوى.
"بطالة مؤهلة"
وفي هذا السياق، كشف أمين عام جهاز تشغيل الخريجين، عادل علي بابكر، أنه جرى تقديم مبادرة لقائد الجيش عبد الفتاح البرهان تتمحور حول إنشاء صندوق لتمويل الخريجين العاطلين عن العمل.
وأكد بابكر في حديث إلى "العربي" من الخرطوم، أن إنشاء أكثر من 30 جامعة في تسعينيات القرن الماضي من دون أي تخطيط لمدى حاجة السوق إلى الأعداد الهائلة التي تتخرّج من الجامعات سنويًا، أدى إلى تفاقم أزمة البطالة التي وصفها بـ "البطالة المؤهلة"، بخاصة أن العاطلين عن العمل هم أغلبهم من أصحاب الاختصاصات.
وتابع أن البلاد فقدت بسبب البطالة الكثير من الشباب بعدما انجرّ بعضهم إلى تعاطي الممنوعات أو إلى الهجرة، ولا سيما الهجرة غير النظامية عبر البحر.
وناشد بابكر المسؤولين السودانيين الاهتمام بهذه الشريحة من المجتمع، مضيفًا: "المجتمعات لا تنهض إلا بأبنائها".