تتكثّف الجهود الرامية لاحتواء الأزمة المتصاعدة في السودان، حيث كشفت مصادر في قوى الحرية والتغيير لـ"العربي" أنّها تقود وساطة لهدنة دائمة من الطرفين، متحدّثة عن "تفاعل إيجابي" من الجانبين.
وأفادت مراسلة "العربي" درة قمبو في الخرطوم، بأن قوى الحرية والتغيير تقود وساطة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع من أجل الدخول في هدنة دائمة.
وأضافت المراسلة أن الهدوء الحذر يسود الخرطوم بعد ليلة من الاشتباكات المتقطعة، بعد وساطة قوى الحرية والتغيير إلى جانب حلفائها في قوى الانتقال أفضت إلى انتزاع تعهدات من الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي".
جهود لانتزاع هدنة دائمة
ونقلت عن مصادر خاصة أن هناك جهودًا ربما ستثمر في الساعات المقبلة لوقف إطلاق نار دائم ثم الانتقال إلى مفاوضات مباشرة، ولا سيما أن الطرفين أنهكا خلال حرب الأيام العشرة، في ظل استياء شعبي واضح.
ولفتت مراسلتنا إلى أنّ "الضغط الشعبي يتزايد" من أجل خفض التصعيد ووقف الاقتتال، في وقت تستمرّ الجهود الغربية والإفريقية للضغط من أجل إحلال السلام، بينما يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة غدًا لبحث التطورات والمستجدات.
دعوة لطاولة التفاوض
في السياق، دعا المتحدث باسم العملية السياسية في السودان خالد عمر يوسف إلى تشكيل جبهة تناهض الحرب وحث قيادتي الجيش والدعم السريع إلى الجلوس إلى طاولة التفاوض بمشاركة المدنيين.
وأضاف في سلسلة تغريدات: "التوصل لوقف إطلاق نار دائم وشامل بآليات مراقبة فعالة تضمن وقف حرب المدن والقصف الجوي وتمدد نطاق المواجهات العسكرية".
دول أوروبية عدة منها إيطاليا٬ ألمانيا وإسبانيا تجلي رعاياها من #السودان٫ إثر الاشتباكات القائمة بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع pic.twitter.com/JbRmKF4QVW
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) April 24, 2023
وشدّد على وجوب "الجلوس لطاولة تفاوض تضم العسكريين والمدنيين للوصول لحلول دائمة توقف النزاع المسلح وتعالج مسبباته وآثاره وتتوصل لصيغة تضمن السلام والامن والحرية والتنمية والتداول السلمي الديمقراطي للسلطة".
الجيش: الموقف العملياتي "مستقر"
تأتي هذه الوساطات على وقع استمرار المعارك على مختلف الجبهات، ولو خفّت وتيرتها بعض الشيء، حيث قال الجيش السوداني، اليوم الإثنين، إن الموقف العملياتي "مستقر" بشكل ملحوظ وإن "المليشيا المتمردة" تبعثرت على نطاق واسع بالخرطوم.
ونفى الجيش السوداني، استيلاء قوات "الدعم السريع" على "مراكز القيادة العسكرية والقصر الجمهوري ومدينة جياد الصناعية (بالخرطوم) ومراكز إستراتيجية أخرى (لم يذكرها).
في المقابل، قالت قوات الدعم السريع في بيان، إنّ ما وصفتها بـ"قوات الانقلاب" نفذت غارة جوية على أحياء سكنية متفرقة من العاصمة الخرطوم اليوم الإثنين، "استهدفت المدنيين بشكل مباشر في حي الدوحة بأم درمان ومنطقة الكلاكلة جنوب الخرطوم".
وأدانت بشدّة ما اعتبرته "عملًا بربريًا غاشمًا على المواطنين الأبرياء"، معتبرة أنّها بهذا الفعل لا تستهدف قوات الدعم السريع، وإنما الشعب السوداني، على حدّ وصفها.
ومنذ السبت، بدأت عمليات إجلاء رعايا عدد من الدول العربية والأجنبية من البلاد، وسط استمرار الاشتباكات بين الجيش السوداني و"الدعم السريع" في الخرطوم، مع نهاية هدنة إنسانية هشة لثلاثة أيام بمناسبة عيد الفطر.