قال الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، اليوم الخميس، إن بلاده حريصة على تجنيب لبنان مخاطر الصراعات في المنطقة.
جاء ذلك خلال لقاء الرئيس المصري، مع رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، الذي بدأ الخميس زيارة للقاهرة، في حضور رئيس وزراء مصر، مصطفى مدبولي، ورئيس الاستخبارات العامة عباس كامل.
وأكد السيسي، بحسب بيان الرئاسة المصرية، حرص بلاده على سلامة لبنان وأمنه واستقراره، وتحقيق المصالح الوطنية اللبنانية وتجنيب لبنان مخاطر الصراعات في المنطقة.
بدوره أشاد رئيس الوزراء اللبناني بجهود مصر لحشد الدعم الدولي للبنان في ظل استمرار التحديات الصعبة التي يواجهها الشعب اللبناني، خصوصًا على المستويين السياسي والاقتصادي.
ومؤخرًا، اندلعت أزمة دبلوماسية بين لبنان والسعودية، إثر تصريحات حول حرب اليمن أدلى بها جورج قرداحي قبل توليه حقيبة الإعلام في لبنان، ثم قادته إلى الاستقالة، في 3 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.
الأزمة اللبنانية مع الخليج
وقد جرت محادثة هاتفية مؤخرًا بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وميقاتي، هي الأولى منذ الأزمة، وسط تأكيدات سعودية على أهمية إجراء لبنان إصلاحات شاملة.
وفي وقت سابق الخميس، ذكر بيان مكتب ميقاتي، أنه التقى السيسي، بحضور مدبولي، وجرت مباحثات حول العلاقات بين البلدين، والوضع في المنطقة.
وأفاد بيان ثان لميقاتي، أنه زار مقر الجامعة العربية، والتقى أمينها العام، أحمد أبو الغيط، مشيرًا إلى جهود مستمرة تجريها الجامعة لتقارب وجهات النظر بين بيروت والدول العربية.
وقال ميقاتي خلال اللقاء: "نحن كعرب نتطلع إلى هذا المكان لكي يجمع جهودنا ولكي نتصالح مع بعضنا، لأنه في النهاية لا يصح إلا الصحيح، وعلينا أن نكون جميعًا يدًا واحدة".
وسحبت الرياض، في 29 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، سفيرها لدى بيروت وطلبت من السفير اللبناني المغادرة، ثم تبعتها الإمارات والبحرين والكويت واليمن، رفضًا لتصريحات قرداحي التي اعتبر فيها أن "الحوثيين في اليمن يدافعون عن أنفسهم ضد اعتداءات السعودية والإمارات".
وهذه الأزمة المتواصلة تزيد الأوضاع تدهورًا في لبنان، الذي يعاني منذ عامين أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه، مع انهيار للعملة المحلية الليرة، وشح في الأدوية والوقود وسلع أساسية أخرى، بالإضافة إلى هبوط حاد في القدرة الشرائية.
ورغم إعلان الرئيس الفرنسي، الأحد، إيمانويل ماكرون من السعودية، عن مبادرة من قبل باريس والرياض لمعالجة الأزمة بين السعودية ولبنان، إلا أن الكرة باتت في ملعب بيروت التي يُنظر إليها باعتبارها بوابة لإنجاح عودة الدعم الخليجي إلى هذا البلد المنهك على كل صعيد.