الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

الأزمة اللبنانية ـ الخليجية.. هل تكفي استقالة قرداحي لعودة المياه إلى مجاريها؟

الأزمة اللبنانية ـ الخليجية.. هل تكفي استقالة قرداحي لعودة المياه إلى مجاريها؟

شارك القصة

يتزامن توقيت الاستقالة مع جولة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في دول خليجية، يأمل أن يقوم فيها بدور وساطة لرأب الصدع بين لبنان وهذه الدول.

قدّم وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي استقالته، بعد أن شهدت العلاقات اللبنانية مع دول خليجية تدهورًا غير مسبوق، عُدت تصريحات قرداحي عن حرب اليمن الشرارة التي أوقدته. 

وقال الوزير المستقيل إنه يتمنى أن تكون استقالته الخطوة التي تحسن العلاقات، التي توترت في السنوات الأخيرة.

وأكد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي أن استقالة قرداحي كانت ضرورية.

ويتزامن توقيت الاستقالة مع جولة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في دول خليجية، يأمل أن يقوم فيها بدور وساطة لرأب الصدع بين لبنان وهذه الدول.

"القرار كان متروكًا لقرداحي"

تعليقًا على التطورات، يوضح عضو "التكتل الوطني" النائب اللبناني فريد هيكل الخازن، نقلًا عن معلومات حصل عليها من حليفه الوزير سليمان فرنجية، أن القرار كان قد تُرك لقرداحي منذ اليوم الأول، ليتخذ ما يراه مناسبًا، مع الإيحاء بأن أي فرصة تهدف إلى إعادة فتح العلاقات مع دول الخليج، وتحديدًا المملكة العربية السعودية، يجب ألا تفوّت.     

ويقول الخازن في حديث إلى "العربي" من القليعات في لبنان: إن "أغلبية اللبنانيين متمسّكون بالعلاقة مع دول الخليج، وبعلاقة لبنان مع الدول القريبة والبعيدة، التي تجمع بلدهم مصالح معها". 

وإذ يرى أن الاستقالة هي ربما ليست الحل، يذكّر بأن المشكلة بين لبنان والخليج أكبر بكثير من مسألة الوزير قرداحي.

إلى ذلك، يلفت إلى أن قرداحي كان قد أكد للبطريرك الماروني بشارة الراعي، الذي طلب منه الاستقالة، أنه مستعد لهذه الخطوة في أي لحظة يمكن أن تؤدي إلى باب للحل.

وفيما يشير إلى أن الأمور تشنجت أكثر بعد ذلك، يكشف أن قرداحي زار ميقاتي قبل أسبوعين وأعلمه بجهوزيته للاستقالة.

ويردف بأن ميقاتي قال لقرداحي حينها أن هذه الاستقالة ربما ليست الحل، بل الممر الإلزامي لأي حل للأزمة اللبنانية ـ الخليجية.

إلى ذلك، وبينما يتحدث عن وجود فرصة كبيرة تتمثل بزيارة ماكرون للخليج العربي، ومسعى فرنسي لتناول هذه الأزمة مع السعوديين يتطلب فتح الممر الإلزامي، يخلص إلى القول: إن "قرداحي لبّى الدعوة للاستقالة، ونأمل أن يتمكن الرئيس الفرنسي من تحقيق خرق في هذه المسألة".

"خطوة لا بد أن تتبعها خطوات"

بدوره، يعتبر رئيس منتدى الخبرة السعودي أحمد الشهري أن ما حصل من تباعد في العلاقات أو عتب على لبنان، لا تعود أسبابه فقط إلى تصريح قرداحي، مذكرًا بتصريحات لكل من وزير الخارجية الحالي عبدالله بو حبيب والسابق شربل وهبة.

ويضيف في حديث إلى "العربي" من الرياض، في هذا الصدد أيضًا: "المخدرات التي تحوّلت من جريمة تهريب سرية من هنا وهناك إلى صناعة تدعمها الدولة اللبنانية عبر ميليشيا حزب الله"، متوقفًا عند كميات هذه المادة السامة التي تستهدف المملكة العربية السعودية.

كما يشير إلى وجود حزب الله في اليمن عبر التخطيط والتنفيذ والخبراء، ليلفت إلى "منظومة من الأخطاء والمشاكل التراكمية" التي أدّت إلى قطع دول الخليج الود مع لبنان.

ويرى أن "استقالة قرداحي خطوة لا بد أن تتبعها خطوات أخرى"، غير أنه لا يعتقد أن تلك الخطوات بمقدور الرئيس عون وميقاتي القيام بها؛ وهي تجريد حزب الله من سلاحه ودمجه في الجيش اللبناني.

ويؤكد أن الشعب اللبناني هو من يستطيع التحرك لتجريد حزب الله من سلاحه، ليصبح حزبًا سياسيًا مثل أي حزب آخر. 

"الاستقالة قدِمت متأخرة جدًا"

من ناحيته، يشير الكاتب السياسي طارق وهبي إلى أن استقالة قرداحي قدمت متأخرة جدًا في المفهوم السياسي، موضحًا أنها لو قُدمت منذ سمعنا ما قاله الوزير كانت الحكومة اللبنانية ستربح ثقة أكبر لدى المملكة العربية السعودية.

ويلفت في حديث إلى "العربي" من باريس، إلى أن فرنسا تحاول أن تكون مصالحها في الخليج العربي مهمة، لحاجتها إلى الخروج بعد أزمة كورونا بدفع كبير في الاقتصاد الفرنسي.

وفيما يتوقف عند تصريحات ماكرون من الإمارات، حيث بدا واضحًا أن زيارته الرسمية إلى الرياض هي تحت عنوان عودة العلاقة السعودية ـ اللبنانية بوساطة فرنسية، يقول: "لكن ما حصل اليوم تأخير بعودة العلاقات كما كانت سابقًا".

وعمّا إذا كان ماكرون يحمل إلى المملكة أفكارًا محددة، يقول إن هناك موضوعين، شارحًا أن أحدهما مرتبط بعودة تفعيل مبادرة سيدر، حيث يريد الطرف الفرنسي عودة الخليج العربي، وبالتحديد مجلس التعاون الخليجي، لكي تدخل كمية أموال أكثر في عملية إنعاش الاقتصاد اللبناني.

وينفي أن يكون المقابل هو استقالة قرداحي، بل أن تكون الحكومة اللبنانية قادرة على أن تقوم بمسؤولياتها بوصف لبنان دولة سيادية. 

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close