الخميس 19 Sep / September 2024

الصراع في أوكرانيا.. كيف سيتعامل الحلف الأطلسي مع أي غزو روسي؟

الصراع في أوكرانيا.. كيف سيتعامل الحلف الأطلسي مع أي غزو روسي؟

شارك القصة

ناقشت حلقة "للخبر بقية" الملفّ الأوكراني في ظل الحديث المتجدد عن احتمالات الحرب وموقف حلف الناتو في حال حصول غزو روسي (الصورة: غيتي)
دعت أوكرانيا روسيا إلى سحب قواتها المنتشرة على طول الحدود بين البلدين ومواصلة الحوار مع الدول الغربية، في وقت تقترب واشنطن من الاتفاق على عقوبات على موسكو في حال غزو كييف.

تدفع بريطانيا لتحشيد عسكري مضاد عند حدود أوكرانيا مع روسيا عبر الناتو، لكن هذه الرغبة البريطانية لا تلقى قبولًا لدى الحلف الأطلسي بحسب أمينه العام.

فقد أكد يانس ستولتنبيرغ أن أوكرانيا ليست عضوًا في الحلف الأطلسي وبالتالي فإن الحلف ليس معنيًا بنشر قوات قتالية على أراضيها.

وفي مقابل هذا الدفع الغربي، تظهر أوروبا رغبة في إيجاد مساحة أوسع للحوار، في وقت يستعد فيه وزيرا الخارجية الألماني والفرنسي للتوجه إلى كييف الأسبوع المقبل.

ومن الجانب الأميركي، أعلن عضوان بارزان في مجلس الشيوخ أن الحزبين الديموقراطي والجمهوري على وشك التوصل لاتفاق حول مشروع قانون ينص على فرض عقوبات من شأنها "سحق" اقتصاد روسيا في حال دخلت قواتها أراضي أوكرانيا.

في غضون ذلك، دعت أوكرانيا روسيا إلى سحب قواتها المنتشرة على طول الحدود بين البلدين ومواصلة الحوار مع الدول الغربية، إذا كانت ترغب "جديًا" في احتواء التوتر.

وكتب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا على تويتر: "إذا كان المسؤولون الروس جديين في قولهم إنهم لا يريدون حربًا جديدة، فعلى روسيا مواصلة التزامها الدبلوماسي وسحب القوات العسكرية التي حشدتها على طول الحدود الأوكرانية وفي الأراضي الأوكرانية المحتلة إلى حين".

"لندن تريد منع أي هجوم روسي"

الخبير الأمني بول جبسون أكد أن المملكة المتحدة تحاول التعاطي مع الأزمة الروسية الأوكرانية بمنتهى الجدية، مذكرًا بأن بريطانيا سبق وأن أرسلت صواريخ مضادة للدروع إلى أوكرانيا، لافتًا إلى أنها مستعدة لتقديم الدعم للناتو.

وشدد في حديث إلى "العربي" من لندن على أن بريطانيا على أهبة الاستعداد لاتخاذ إجراءات من شأنها ردع أي هجوم روسي محتمل على أوكرانيا، لكن رئيس الوزراء ووزير الخارجية يبحثان في الوقت نفسه عن حل دبلوماسي لهذه الأزمة.

ورأى أن المملكة المتحدة تحاول السير بمسارين متوازيين، الأول يتمثل بإظهار الدعم غير المحدود للناتو، والثاني في ما يخص دعمها الواضح للقنوات الدبلوماسية.

وشدد على أن أي غزو روسي لأوكرانيا لن يكون مقبولًا لبريطانيا أو المجتمع الدولي وسيؤدي إلى فرض "عقوبات جسيمة" على موسكو.

"صراع داخل أجنحة الناتو"

الباحث في مركز جنيف للدراسات ناصر زهير اعتبر أن موقف الأمين العام لحلف الناتو يأتي في إطار توضيح عقيدة الناتو وتصرفه في حال وقوع الصدام العسكري مع روسيا، بمعنى أن الحلف والدول الداعمة لأوكرانيا قد ترسل أسلحة ودعما إلى كييف، من دون أن تدخل في صدام عسكري مع موسكو.

ولفت في حديث إلى "العربي" من برلين إلى وجود صراع داخل أجنحة الناتو بين أطراف تدفع نحو تصعيد أكبر، وأخرى تدعو إلى أن يكون الحلف موجودًا في آلية الدعم فقط، وأطراف ثالثة ترى أن لا مصلحة للناتو أساسًا في الانخراط في هذه الأزمة الآن على غرار ألمانيا وفرنسا اللتين تدعوان للحوار واعتماد اللغة الديبلوماسية.

ورجح زهير أن لا يتوجه الناتو إلى أي سيناريو للصدام العسكري مع روسيا أو نشر قوات داخل أوكرانيا.

"العقوبات سيف ذو حدين"

كبير المحررين في صحيفة كوميرسانت الروسية سيرغي ستروكان أشار إلى أن موسكو تواجه تحديًا يتمثل في كيفية الخروج من نزاع عسكري محتمل، لافتًا إلى أن دبلوماسيين وصناع قرار روس يعتقدون أن ما من أسباب منطقية لروسيا لكي تهاجم أوكرانيا.

إلا أن ستروكان الذي تحدث إلى "العربي" من موسكو، شدد على أن بلاده ستدافع عن مواطنيها. وقال: "لسنا من يشن الحروب إلا أن أي استفزاز سيكون له تبعات اقتصادية وعسكرية، ولذلك نحن حريصون على تجنب النزاع العسكري".

وحول احتمال فرض عقوبات على موسكو، يقول ستروكان إن العقوبات سيف ذو حدين، معتبرًا أن كل العقوبات التي فرضت على موسكو سابقًا فشلت، ومشددًا على أن فرض عقوبات جديدة لن يكون له تأثير حتى ولو فرضت على القيادة الروسية.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close