Skip to main content

الصراع في أوكرانيا.. ما دلالات الانسحاب الجزئي للقوات الروسية؟

الأربعاء 16 فبراير 2022

شدّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على تحقيق مطالب موسكو المتمثلة في عدم توسع حلف شمال الأطلسي شرقًا وعدم نشر أسلحة هجومية قرب حدود روسيا.

وبعد إعلان بلاده سحب بعض قواته المنتشرة قرب أوكرانيا، قال بوتين: "إن روسيا مستعدة للتفاوض بما ينسجم مع مقترحاتها بشأن الضمانات الأمنية المطلوبة". فللمرة الأولى منذ أشهر، أعلنت روسيا سحب قطعات المنطقتين الغربية والجنوبية قائلة: "إنها أكملت تدريباتها". 

وبالرغم من أن الغرب أبدى ارتياحه للخطوة الروسية، إلّا أن حلف شمال الأطلسي أعلن عن تفاؤل حذر بشأن الأزمة الأوكرانية. 

دعاية الحرب

أشهر مضت أبهرت أوروبا فيها العالم مشاهد الدعاية العسكرية الروسية والحروب الافتراضية بالأسلحة الحية. بدت الحرب مشتعلة بالفعل، ثم أدرك الأوروبيون والولايات المتحدة الأميركية أنهم إزاء مفاجآت لا يُحمد عقباها. 

نحو 130 ألف جندي على حدود أوكرانيا، ثلاثون ألف تقريبًا عند الحليف البيلاروسي وسيظل هؤلاء في تدريباتهم حتمًا حتى 20 فبراير/ شباط الجاري. 

وأشهر مضت ودعايات الطرف الآخر من الصراع لا تحيد عن التحذير من عقوبات أشد وموت مشروع غاز نورد ستريم 2 إلى أوروبا، إذا سعى الكرملين لمزيد من التصعيد

لكن لم تكن هناك ساعة صفر للمواجهة. وبرغم تكاتف غربي عسكري، ظل الحوار حاضرًا عند طاولة سيبقى العالم يتندر لمشاهدها، وقد بعدت الأطراف كثيرًا في رمزية خلاف بين وريث المعسكر الشرقي وغرب ما يزال عاكفًا على تقاليده. 

مناورات فحسب

في هذا السياق، اعتبر الباحث السياسي فيتشسلاف ماتوزوف أن لخطوة روسيا الأخيرة تفسير بسيط للغاية، "فموسكو أجرت مناورات عسكرية واسعة النطاق فيما كانت وسائل الإعلام الغربية تتحدث عن أن روسيا ستغزو أوكرانيا".

وقال في حديث إلى "العربي" من موسكو: "نحن على مدار عشرة أيام كنا ننفي ذلك، لكنهم لم يصدقوننا".

وأشار إلى أن العالم كان يركز على ضرورة وقف الهجوم الروسي على أوكرانيا، لكنه "لم يكن هناك نية لهجوم أوكرانيا، بل كانت مناورات عسكرية ضخمة فحسب". لكنه أكّد أن روسيا كانت مستعدة للتدخل في إقليم دونباس.

ولفت ماتوزوف إلى أن البرلمان الروسي صوت على مشروعين للاعتراف بجمهوريتي لوغانسك ودانيتسك واستقلال دونباس. 

حرب المعلومات

من جهته، لفت مدير مركز التحليل السياسي العسكري في معهد هادسون ريتشارد ويتز إلى أن السؤال يبقى مفتوحًا حول ما الذي سيحدث.

وقال في حديث إلى "العربي" من واشنطن: "ربما ما تزال فرصة قيام حرب قائمة أو عدم قيامها حقًا، إلًا أن حرب المعلومات سوف تتواصل بصرف النظر عما يحدث في المواجهة الحية العسكرية".

واعتبر أن الروس كانوا يروجون أراءً مفادها أن الحكومة الأوكرانية يديرها حفنة من اليمينيين المتطرفين الذين يهددون روسيا. وأضاف: "هذا النوع من العقيدة أو الأيديولوجيا نفسه الذي استخدمته ألمانيا النازية من أجل الهجوم على جيرانها". 

كما اعتبر أن الأزمة الحالية ربما ساعدت روسيا أكثر من الولايات المتحدة الأميركية، حيث شعر الأوروبيون بضرورة التواصل مع روسيا. وقال: "أعتقد أن الأزمة وإن لم يحدث غزو، عزّزت النفوذ الروسي في واشنطن وفي أوروبا وأوكرانيا وربما هو الهدف الرئيسي للروس".  

دور أوروبي 

وحول تأثير الضغط الغربي على موقف روسيا، لفت أستاذ العلاقات الدولية بجامعة جنيف حسني عبيدي إلى أن استعراض العضلات التي قامت به روسيا استدعت ردًا منقطع النظير من أوروبا والولايات المتحدة.

وقال في حديث إلى "العربي" من جنيف: "للمرة الأولى منذ نهاية الحرب العالمي الثانية نرى موقفًا مشتركًا قويًا من الولايات المتحدة الأميركية والأوروبيين". وأشار إلى تقاسم في الأدوار، "فبينما تصعّد الولايات المتحدة تهديداتها لروسيا رأينا أن أوروبا قادت الجهود الدبلوماسية عبر ألمانيا وفرنسا".

كذلك لفت عبيدي إلى أن الأزمة الأوكرانية هي "حرب إعلامية بالدرجة الأولى". وقال: "الولايات المتحدة مقبلة على انتخابات نصفية والرئيس الأميركي جو بايدن يريد إعطاء صورة مغايرة للرئيس الأميركي، ولذلك استعمل الآلة الإعلامية بقوة لإظهار نفسه الرئيس القوي والحازم ولاسيما بعد الفشل في أفغانستان". 

وأضاف: "إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يريد أن يظهر نفسه أيضًا رجل دولة، فيما تقبل فرنسا على انتخابات رئاسية".

المصادر:
العربي
شارك القصة