عودة بعض القوات الروسية لقواعدها.. هل نجح الغرب وأوكرانيا بتجنب تصعيد كبير؟
باشر جزء من القوات الروسية المنتشرة قرب الحدود مع أوكرانيا بالعودة إلى ثكناتها، فيما أكدت كييف أن جهودها الدبلوماسية نجحت في "تجنب غزو روسي مخيف".
وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف اليوم الثلاثاء، في تصريح تناقلته وكالات الأنباء الروسية: "وحدات أقاليم الجنوب والغرب العسكرية أنجزت مهمتها وباشرت عمليات التحميل عبر وسائل النقل البرية وسكك الحديد والعودة إلى ثكناتها اليوم بعد انتهاء المناورات العسكرية".
وتأتي التصريحات قبيل محادثات مرتقبة بين المستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس الروسي فلاديمير بوتين لنزع فتيل الأزمة الأوكرانية.
وكانت روسيا حشدت أكثر من 100 ألف من قواتها قرب الحدود الأوكرانية، مما أثار مخاوف من غزو أوكرانيا، خاصة وأن التدريبات المشتركة التي تجريها موسكو مع روسيا البيضاء بين 10 و20 فبراير/ شباط تعني أن الجيش الروسي يطوق أوكرانيا تقريبًا.
وفي وقت سابق هذا الأسبوع، أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو خلال اجتماع مع بوتين أن جزءًا من التدريبات العسكرية الروسية شارفت على الانتهاء.
ومن ناحيته، قال وزير الدفاع الأوكراني الإثنين إنه تحدث إلى نظيره البيلاروسي، وتلقى ضمانات بعدم تهديد كييف انطلاقًا من الأراضي البيلاروسية.
"تجنب تصعيد روسي أكبر"
من جانبها، أكدت أوكرانيا اليوم الثلاثاء أن جهودها الدبلوماسية المشتركة مع الحلفاء الغربيين "نجحت في تجنب تصعيد روسي أكبر".
وقال وزير الخارجية دميترو كوليبا للصحافيين "تمكنا نحن وحلفاؤنا من الحؤول دون قيام روسيا بمزيد من التصعيد. نحن في منتصف فبراير/ شباط ونرى أن الدبلوماسية لا تزال مستمرة".
ويشكك مسؤولون أوكرانيون منذ أسابيع في تقارير للاستخبارات الأميركية تشير إلى أن روسيا تستعد لهجوم وشيك على جارتها الواقعة غربًا.
غير أن كوليبا شدد على أن منسوب التوتر لا يزال مرتفعًا عند الحدود الأوكرانية، وبأنه لا يزال يتعين على روسيا سحب قواتها المتبقية.
وقال: "لدينا قاعدة: لا تصدق ما تسمعه، بل ما تراه. عندما نرى انسحابًا، سنصدق حصول خفض للتصعيد".
ألمانيا تطالب روسيا بسحب قواتها
وفي وقت سابق اليوم الثلاثاء، طلبت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك من موسكو "سحب قواتها" من حدود أوكرانيا، معتبرة أن "الوضع قد يشهد تدهورًا في أي لحظة".
وقالت بيربوك في بيان: "الوضع خطر للغاية ويمكن أن يتدهور في أي لحظة، علينا أن نغتنم كل فرص الحوار للتوصل إلى حل سلمي"، مضيفة: "مسؤولية خفض التصعيد تقع بوضوح على عاتق روسيا ويعود لموسكو سحب قواتها".
وتابعت قبل توجهها إلى مدريد للقاء مع نظيرها الإسباني خوسيه مانويل الباريسي: "الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي متحدان وراء أوكرانيا. يجب استنفاد كل فرص الحوار للتوصل إلى حل سلمي".
ويلتقي المستشار الألماني أولاف اليوم الثلاثاء الرئيس فلاديمير بوتين في موسكو في محاولة لإيجاد مخرج دبلوماسي وتجنب وقوع حرب.
وكان شولتس قد حذّر أمس الإثنين من كييف أنه في حال وقوع هجوم "عندها سنتحرّك وسنتّخذ إجراءات واسعة النطاق سيكون لها تأثير كبير على فرص التنمية الاقتصادية لروسيا". وتابع: "هذا ما سأقوله في موسكو".
وفيما تعتبر الولايات المتحدة أن "تحركًا عسكريًا قد يحدث في أي لحظة،" رأى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والرئيس الأميركي جو بايدن الإثنين أنه لا تزال هناك "فرصة للدبلوماسية" لحل الأزمة.
وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف هو أيضًا أنّ ثمة "فرصًا" لحلّ الأزمة الأوكرانية من خلال القنوات الدبلوماسية.