الصراع في السودان.. ارتفاع صادم بوفيات الأمهات في جنوب دارفور
حذّرت منظمة "أطباء بلا حدود" اليوم الأربعاء، من أنّ النساء الحوامل والأمهات والأطفال حديثي الولادة يموتون بمعدل صادم في ولاية جنوب دارفور بالسودان، وأنّ آلاف الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية على شفا مجاعة.
وذكرت المنظمة في تقرير، أنّ الأزمة الصحية في جنوب دارفور واحدة من أسوأ الأزمات من نوعها على مستوى العالم، مضيفة أنّ "الوضع في جنوب دارفور بمثابة صورة خاطفة لما ينتشر على الأرجح بنسب مروعة في أنحاء المناطق المعزولة التي مزقتها الحرب في السودان".
وأضافت المنظمة أنّها سجّلت 46 حالة من وفيات الأمهات في مستشفيين في جنوب دارفور تدعمهما المنظمة الخيرية خلال الفترة من يناير/ كانون الثاني إلى أغسطس/ آب الماضيين، و48 حالة وفاة لحديثي الولادة بسبب الإنتان في نفس المستشفيين خلال الفترة من يناير/ كانون الثاني إلى يونيو/ حزيران الماضيين.
وأوضحت المنظمة أنّ نحو ثلث الأطفال دون سن الثانية الذين تمّ فحصهم في جنوب دارفور في أغسطس كانوا يعانون من سوء التغذية الحاد، وهو أكثر من ضعفي مستوى الطوارئ الذي حدّدته منظمة الصحة العالمية.
كما تبيّن أنّ أكثر من 8% من هؤلاء الأطفال يُعانون من سوء التغذية الحاد، وهو سبب شائع للوفاة.
وقالت جيليان بوركهارت المديرة المعنية بالصحة الجنسية والإنجابية في المنظمة في جنوب دارفور، في بيان: "تحدث حالات طوارئ صحية متعددة في وقت واحد دون أي استجابة دولية تقريبًا من الأمم المتحدة وغيرها"، مضيفة أنّ "الأطفال حديثي الولادة والنساء الحوامل والأمهات الجدد يموتون بأعداد صادمة".
وأفاد التقرير بأنّ الصراع والنزوح يُجبران النساء على الولادة في ظروف غير صحية بمناطق لا يتسنى لهنّ فيها الحصول على الرعاية الصحية والأدوية.
دعوة لتحرّك حاسم
وتستضيف ولاية جنوب دارفور أكبر عدد من النازحين في السودان، وفقًا للوكالة الدولية للهجرة.
وكانت عاصمة الولاية نيالا ثاني أكبر مدينة في السودان، مركزًا للمساعدات الإنسانية بالنسبة للمنطقة، لكنّ معظم المنظمات الإنسانية غادرتها. وسيطرت قوات الدعم السريع على المدينة في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
ودعت منظمة "أطباء بلا حدود" الأمم المتحدة إلى "التحرّك بشكل حاسم لمنع المزيد من الخسائر في الأرواح في دارفور".
وقالت الأمم المتحدة التي تستضيف اجتماعًا وزاريًا مع المانحين الرئيسيين والقوى الإقليمية اليوم الأربعاء لبحث "تكلفة التقاعس" عن العمل في السودان، إنّ نقص التمويل وانعدام الأمن وتقييد الوصول عوامل تُعيق جهود الإغاثة.
وأجبر الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الذي اندلع في أبريل/ نيسان من العام الماضي، أكثر من 10 ملايين شخص على الفرار من منازلهم، وأدى إلى تدمير أجزاء كبيرة من العاصمة، وأثار موجات من العنف الذي تُحرّكه دوافع عرقية في إقليم دارفور.
وأصدر مرصد عالمي للجوع تأكيدًا نادرًا على وجود مجاعة في مخيم زمزم للنازحين بولاية شمال دارفور، محذرًا من أنّ 13 موقعًا آخر في السودان عرضة لخطر المجاعة.