Skip to main content

عقب "هجوم شامل" للدعم السريع.. منازل سكان الفاشر السودانية باتت أنقاضًا

الأحد 22 سبتمبر 2024
دعا الأمين العام للأمم المتحدة قوات "الدعم السريع" إلى وقف الهجوم على مدينة الفاشر - الأناضول

يحاول سكان مدينة الفاشر السودانية بصعوبة التحرك بين أنقاض منازلهم، بعد أن بدأت قوات الدعم السريع التي تحاصر المدينة منذ شهور، ما وصفته الأمم المتحدة بـ "هجوم شامل" عليها.

وتجدّد القصف في الفاشر اليوم الأحد وطال منازل المدنيين، حيث قال التيجاني عثمان الذي يقطن في جنوب المدينة: "غالبية منازل حينا دُمرت تمامًا".

وأضاف عثمان: "بات الحي شبه خالٍ من السكان"، بعد شهور من الحصار والاشتباكات ونقص الغذاء.

"كارثة إنسانية محتمة"

والسبت، أعلنت شبكة أطباء السودان في بيان، عن مقتل 11 شخصًا بينهم 3 أطفال وإصابة 17 آخرين في اشتباكات بين الجيش السوداني والدعم السريع في الفاشر.

وذكر البيان أن "استمرار الاشتباكات بالفاشر وارتفاع وتيرة الهجمات على المدينة المأهولة بالسكان سيتسبب في كارثة إنسانية محتمة".

وطالب بـ"وقف القصف العشوائي وفك الحصار عن المدينة، التي تحتضن أكثر من مليون مواطن أغلبهم من النازحين".

إلى ذلك، أفاد مصدر طبي في حديث لوكالة فرانس برس، بأن اشتباكات الفاشر أدّت إلى سقوط 14 قتيلًا مدنيًا و40 جريحًا.

وأردف: "الناس عادة يدفنون موتاهم حيث هم موجودون بدلًا من المخاطرة بعبور منطقة اشتباكات في الطريق إلى المستشفى".

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، قد دعا أمس السبت، قوات "الدعم السريع" إلى وقف الهجوم على مدينة الفاشر.

وأعرب غوتيريش في بيان، عن "انزعاجه الشديد إزاء التقارير التي تفيد بشن قوات الدعم السريع هجومًا شاملًا على الفاشر".

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي" إلى "التصرف بمسؤولية وإصدار أمر فوري بوقف هجوم قواته".

ومنذ مايو/ أيار الفائت، تفرض قوات الدعم السريع حصارًا على الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، المدينة الكبيرة الوحيدة في هذا الإقليم الشاسع غرب البلاد التي لا تخضع لسيطرتها.

وأوقعت المعارك مئات القتلى داخل المدينة وفق منظمة أطباء بلا حدود الإنسانية.

كما أدت إلى نزوح مئات الآلاف في الأسابيع الأخيرة وإلى مجاعة في مخيم زمزم للنازحين القريب من الفاشر.

وتحيط بالفاشر العديد من مخيمات النازحين، من بينها زمزم وأبوشوك اللذان ضاقا بمئات الآلاف من هؤلاء منذ بدء الحرب بسبب حصار قوات الدعم السريع وقصفها.

واستنادًا بشكل خاص إلى صور للأقمار الاصطناعية، أفاد مختبر البحوث الإنسانية في جامعة ييل في الولايات المتحدة بأن المدنيين كانوا يهربون "سيرًا على الطريق من الفاشر إلى زمزم".

"الوضع الغذائي صعب" في الفاشر

واستغل سكان بقوا في المدينة، مثل محمد صفي الدين، فرصة الهدوء الحذر صباح الأحد لجلب طعام لأسرهم.

وقال صفي الدين: "الوضع الغذائي صعب، نعتمد على مراكز الطبخ" التي يديرها متطوعون وانتشرت في مختلف أنحاء البلاد وتعد خط الدفاع الأخير في مواجهة المجاعة في مناطق مثل الفاشر.

وتواجه قوات الدعم السريع خصوصًا اتهامات بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وتطهير عرقي. 

وأسفر هجومها على الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور العام الماضي، عن سقوط 15 ألف قتيل معظمهم من قبيلة المساليت غير العربية، وفق خبراء الأمم المتحدة.

وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، اليوم الأحد: "لا يمكننا أن نكون شهودًا على إبادة جماعية جديدة" في هذا الإقليم.

ومن المقرر أن تناقش الجمعية العمومية للأمم المتحدة، اليوم الأحد الصراع المستمر منذ 17 شهرًا في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وأدّت الحرب في السودان إلى سقوط 20 ألف قتيل، وفق منظمة الصحة العالمية، ولكن بعض التقديرات تقول إن الحصيلة الفعلية تناهز 150 ألف قتيل، بحسب موفد الولايات المتحدة إلى السودان توم بيريللو.

كما أدت الحرب لنزوح ولجوء أكثر من عشرة ملايين شخص، أي خمس سكان السودان.

المصادر:
وكالات
شارك القصة