دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الأربعاء، إلى "تحرك فوري لمعالجة الوضع الحرج في سوريا"، محذرة من أن "كلفة عدم التحرك لن تحتمل".
جاء ذلك في بيان للجنة، تزامنًا مع تنظيم الاتحاد الأوروبي مؤتمر بروكسل السابع بشأن "دعم مستقبل سوريا والمنطقة" المستمر اليوم وغدًا.
وأوضحت اللجنة أن "المجتمعات المحلية في سوريا كابدت نزاعًا مسلحًا فتاكًا منذ أكثر من 12 عامًا وزلزالًا مدمرًا ضرب البلاد بداية العام الجاري تسبب بمزيد من المعاناة الإنسانية".
وأشارت إلى أن "المجتمعات المحلية الضعيفة تواجه، إلى جانب النزاع والزلزال الأخير، التضخم الجامح والانكماش الاقتصادي وانهيار خدمات الصحة العامة ودمار المنازل وخطر تعطل البنى التحتية الحيوية"، وفق البيان.
ونحن لا يمكننا أن نغضّ الطرف عن معاناة الناس في سورية. اعرف المزيد عن الوضع الحاليّ في سوريّة في البيان الصحفي: https://t.co/VpoC6LxkI3
— اللجنة الدولية (@ICRC_ar) June 14, 2023
وجاء في البيان: "يعيش ما يقارب 90% من السوريين اليوم تحت خط الفقر، ويحتاج أكثر من 15 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية، وهو توجه ظل ثابتًا في السنوات الماضية".
وحثت اللجنة الدولية على "تحرك فوري لمعالجة الوضع الحرج الذي يعيشه الناس في سوريا"، مشيرة إلى أن "كلفة عدم التحرك لن تحتمل، وستُثقل كاهل السكان في المقام الأول".
الأمم المتحدة تعلن خفض مساعداتها الغذائية إلى سوريا
وجاءت دعوة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بعد إعلان الأمم المتحدة أنها مضطرة لخفض مساعداتها الغذائية للسوريين بنحو النصف بسبب نقص التمويل.
وجاء في بيان لبرنامج الأغذية العالمي أن أزمة نقص التمويل غير المسبوقة في سوريا تجبر برنامج الأغذية العالمي على تخفيض مساعداته لحوالي 2,5 مليون من أصل حوالي 5,5 مليون، يعتمدون على المساعدات التي تقدمها الوكالة لاحتياجاتهم الأساسية من الغذاء.
ونقل البيان عن ممثل برنامج الأغذية العالمي والمدير القطري في سوريا كين كروسلي قوله إن البرنامج يعاني مشهًدا قاتمًا يتمثل في انتزاع المساعدات من الناس في وقت هم في أشد الحاجة إليها.
ما تداعيات قرار الأمم المتحدة؟
وفي هذا الإطار، أفاد مراسل "العربي" من إدلب، أن قرار الأمم المتحدة بخفض مساعدتها أصاب العوائل الموجودة خصوصًا في منطقة الشمال السوري بشكل قاس جدًا.
وأضاف أن مساعدات الأمم المتحدة التي تقدم للسوريين، كانت تعوض أيضًا بمساعدات أخرى من منظمات إغاثية، ولا تكفي العائلات، مشيرًا إلى أن هذه المساعدات تم تخفيضها على مدى السنوات الماضية، حيث وصلت السلة الغذائية إلى حجم ضئيل جدًا، في الفترات الأخيرة، وباتت لا تكفي العائلة الواحدة لمدة 10 أيام.
الفقر المدقع وفقدان معيل العوائل يدفعان أكثر من 2.5 مليون طفل سوري للعمل في مهن شاقة وخطرة#شبابيك #سوريا تقرير: إبراهيم تريسي pic.twitter.com/l3tqH9WAGK
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) June 12, 2023
وتابع مراسلنا، أن القرار كان صادمًا جدًا أيضًا بالنسبة للكثير من العوائل وخصوصًا تلك التي تعيش في المخيمات، والتي تنتظر السلة الغذائية وتعتاش منها.
وأشار إلى أن مناشدات كبيرة جدًا من المنظمات المحلية ومن فريق منسقي الاستجابة الذي قال إن هناك كارثة كبيرة ستحصل في المنطقة في حال لم تقم الأمم المتحدة بوقف هذا القرار، خاصة بعد جائحة كورونا وأزمة الزلزال التي زادت من عدد العوائل المحتاجة.
ولفت مراسل "العربي" إلى أن نسب الفقر ترتفع بشكل كبير جدًا وأيضًا نسب الحاجة الغذائية، مضيفًا أن المنظمات العاملة لا تستطيع وحدها إغاثة الأهالي، حيث بات الضغط الآن كبيرًا جدًا عليها، والتي ستعمل بدورها بحسب المنظمات إلى تخفيض سلالها الإغاثية.
وفيما أفاد أن هناك ارتفاعًا في نسب الفقر، أشار إلى أن خطر الجوع يهدد الكثير من العوائل، خصوصًا مع دخول فصل الصيف، وسط نقص كبير في المشاريع المائية، إذ إن هناك مناشدات كبيرة لتأمين المياه النظيفة للمخيمات مع انتشار الأمراض الصيفية والأمراض الجلدية.
وخلص مراسلنا إلى إمكانية خروج مظاهرات بحسب النشطاء بالقرب من معبر باب الهوى الحدودي وبالقرب أيضًا من مكاتب منظمات تحصل على تمويل من الأمم المتحدة، لدعوة الأمم المتحدة للعزوف عن قرارها وإعادة الدعم للأهالي.