أعلنت وزارة الخارجية الصينية، اليوم الأربعاء، أن هناك "إشارات إيجابية" أظهرها طرفا المفاوضات الروسية الأوكرانية الجارية حاليًا بمدينة إسطنبول التركية.
وفي السياق، كشف كبير المفاوضين الروس في المحادثات مع أوكرانيا فلاديمير ميدينسكي اليوم، أن كييف أبدت استعدادًا للوفاء بالمطالب الروسية الأساسية، لكن موقف موسكو بشأن منطقة دونباس وشبه جزيرة القرم التي ضمتها لا يزال من دون تغيير.
تأتي هذه التصريحات بعد أن شهدت إسطنبول، أمس الثلاثاء، جلسات اليوم الأول من المباحثات بين الوفدين الروسي والأوكراني، في قصر دولمة بهتشة الرئاسي.
السبيل الوحيد لتسوية الأزمة
واليوم، أعرب الناطق باسم الخارجية الصينية وانغ وين بين عن أمله في أن تتوصل موسكو وكييف إلى "حل وسط"، وذلك في مؤتمر صحفي عقده بالعاصمة بكين، كشف فيه عن "إشارات إيجابية".
وأكد أن "الحوار والمفاوضات هما السبيل الصحيح الوحيد للتوصل إلى تسوية للأزمة الأوكرانية"، معتبرًا أن المجتمع الدولي يجب أن يسهم في جهود روسيا وأوكرانيا لتسوية الصراع.
وأردف الدبلوماسي الصيني: "يجب منع كل الأعمال التي قد تزيد من تأجيج النار أو الخلافات".
وردًا على سؤال حول ما إذا كانت الصين مستعدة للعمل كضامن لاتفاق سلام بين موسكو وكييف، قال وانغ إن بكين ستواصل القيام بدور بناء وتقديم المساعدة لتطبيع الوضع في أوكرانيا.
أوكرانيا قد تتخلى عن "طموحها"
تزامنًا، صرّح ميدينسكي كبير المفاوضين الروسيين للتلفزيون الروسي أن أوكرانيا عبرت كتابة عن استعدادها للتخلي عن طموحها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وتبني وضع "عدم الدخول في تحالفات".
وقال المسؤول الروسي: "وافقت أوكرانيا على ألا تجري تدريبات عسكرية مع جيوش أجنبية إلا بالاتفاق مع دول ضامنة منها روسيا".
وأشار أيضًا إلى استعداد أوكرانيا للتخلي أيضًا عن الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى والالتزام بعدم استضافة قوات أو قواعد عسكرية أجنبية على أراضيها.
وتابع غداة المحادثات في إسطنبول: "هذا هو جوهر وفحوى وأهمية الوثيقة التي وافقت عليها أوكرانيا على مستوى رفيع. غير أن العمل مستمر والمفاوضات مستمرة".
بدورها، كانت روسيا قد أعلنت عن نيتها تقليص العمليات العسكرية قرب كييف ومدينة تشيرنيهيف شمالي أوكرانيا لتعزيز الثقة، وهو التزام شككت فيه كييف والحكومات الغربية.
بعد مفاوضات #إسطنبول.. #موسكو تعلن تقليص نشاطها العسكري "بشكل جذري" في محيط #كييف وتشيرنيهيف pic.twitter.com/UPgYhWesFC
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 30, 2022
وفي هذا السياق، أكّد فلاديمير ميدينسكي أن روسيا لن تتخلى عن إصراراها على اعتراف أوكرانيا بخسارة القرم، التي ضمتها موسكو عام 2014، واستقلال الجمهوريتين الانفصاليتين المعلنتين من جانب واحد في شرق أوكرانيا واللتين تشكلان منطقة دونباس.
ومضى يقول: "أريد التأكيد في إطار منفصل على أن موقف بلادنا من حيث المبدأ فيما يخص شبه جزيرة القرم ودونباس لم يتغير".
وهذه نقطة شائكة رئيسة بالنسبة لأوكرانيا، التي تقول إنها لن تقدم أي تنازلات إزاء وحدة أراضيها.
