الخميس 19 Sep / September 2024

نقل رسالة أغضبت بوتين.. غموض حول دور أبراموفيتش في مفاوضات أوكرانيا

نقل رسالة أغضبت بوتين.. غموض حول دور أبراموفيتش في مفاوضات أوكرانيا

شارك القصة

تقرير عن رجل الأعمال الروسي رومان أبراموفيتش (الصورة: غيتي)
أثار ظهور أبراموفيتش الذي خضع لعقوبات أوروبية على خلفية الهجوم الروسي على أوكرانيا، في مباحثات إسطنبول تساؤلات حول طبيعة دوره خلال المفاوضات.

بعد ساعات من انتشار تقارير تفيد بتعرضه للتسمم مع اثنين من المفاوضين الأوكرانيين بعد محادثات في أوائل مارس/ آذار الحالي، فاجأ الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش العالم بظهوره في جولة المحادثات الأوكرانية – الروسية في تركيا أمس الثلاثاء.

وأثار ظهور أبراموفيتش الذي خضع لعقوبات أوروبية على خلفية الهجوم الروسي على أوكرانيا، تساؤلات حول طبيعة دوره خلال المباحثات، بخاصّة أن الجانب الروسي قال إن المياردير لم يكن عضوًا رسميًا في الوفد الروسي إلى إسطنبول، بل شارك في تمكين الاتصالات بين الوفدين.

لكن وسائل إعلام أوكرانية أشارت إلى إن أبراموفيتش تواجد في المحادثات على أنه "حزب محايد".

وانتقد السفير الأوكراني لدى المملكة المتحدة فاديم بريستايكو وجود أبراموفيتش في محادثات إسطنبول، وقال: "لا أعرف ما إذا كان يريد الخروج بطريقة ما أو ما إذا كان مفيدًا حقًا، فمن الصعب جدًا تحديد ذلك".

ولم يكن أبراموفيتش على الطاولة الرئيسة للوفدين الروسي والأوكراني، لكن مقاطع مصورة أظهرته جالسًا إلى جانب إبراهيم كالين المتحدث باسم أردوغان.

رسالة من زيلينسكي لبوتين

وكشفت صحيفة "التايمز" البريطانية أنه وقبل أيام من المفاوضات، نقل أبراموفيتش رسالة بخط اليد من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لنظيره الروسي فلاديمير بوتين تتضمن شروطًا لكييف.

وأضافت الصحيفة أن الرسالة الأوكرانية أغضبت بوتين الذي ردّ بدوره عليها قائلًا: "أخبره أنني سأضربهم بقوة".

وسيط بين الطرفين

من جهتها، كشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن الملياردير الروسي أمضى أسابيع في دور الوساطة، حيث كان يسافر بين موسكو وكييف، وشوهد خلال مباحثات إسطنبول وهو يتحدث مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يتوسط المحادثات بين روسيا وأكرانيا.

وقال مصدر في موسكو للصحيفة إن أبراموفيتش التقى مرتين مع زيلينسكي في كييف خلال الشهر الماضي، وهي مزاعم لم يؤكدها الجانب الأوكراني.

وقال زيلينسكي، في مقابلة مع صحافيين روس خلال عطلة نهاية الأسبوع، إن أبراموفيتش كان واحدًا من عدد من الأوليغارشيين الروس الذين اتصلوا به عارضين عليه الاستثمار في الاقتصاد الأوكراني.

وأوضح ألكسندر رودنيانسكي، المستشار الاقتصادي لزيلينسكي، لصحيفة "الغارديان"، إن أبراموفيتش أحضره منتج أفلام أوكراني على أنه وسيط بين الطرفين.

وفي هذا الإطار، قالت الصحفية الروسية يفجينيا ألباتس للصحيفة إن فريق التفاوض الروسي الرسمي يتكوّن في الغالب من مسؤولين من الدرجة الثانية لا ينظر إليهم على أنهم مؤثرون، لذلك ربما اختار بوتين أبراموفيتش باعتباره محاورًا أكثر جدية لإرساله إلى الأوكرانيين.

وأضافت ألباتس: "بوتين يبحث عن قنوات خلفية. إنه لا يؤمن بأي شيء مفتوح. يجب أن يكون كل شيء تآمريًا بعض الشيء".

من جهتها، قالت ماريا بيفتشيخ، وهي زميلة مقربة لزعيم المعارضة الروسي المسجون أليكسي نافالني، إنها لا تصدق فكرة أن أبراموفيتش يمكن أن يكون ممثلًا مستقلًا في المحادثات، مضيفة "أنا متأكدة بنسبة 100% من أن هذا تم تنسيقه مع الكرملين بالكامل، فعندما تكون دمية بوتين لمدة 22 عامًا، فإنك لا تصبح ثائرًا فجأة".

لا أكل ولا شرب

وجاء ظهور الملياردير الروسي في إسطنبول، بعد ساعات من انتشار تقارير تفيد بتعرضه للتسمم مع اثنين من المفاوضين الأوكرانيين بعد اجتماع في كييف أوائل مارس.

وقبل ساعات من محادثات إسطنبول، نصح وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا أعضاء الوفد الأوكراني بعدم أكل أو شرب أي شيء، أو حتى لمس الأسطح.

ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية عن أحد مساعدي أبراموفيتش قوله إن البعض يشتبه في قيام "طرف ثالث" بحادثة التسمم المزعوم.

لكن المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف وصف مزاعم التسمّم بأنها جزء من "حرب المعلومات".

كما نقل موقع "بيلينغكات" الاستقصائي البريطاني عن خبراء قولهم إن جرعة السم المستخدم ونوعه لم يكونا كافيين لتهديد الحياة، وإن "الهدف على الأرجح كان إخافة الضحايا وليس إلحاق الضرر الدائم بهم. الضحايا قالوا إنهم لا علم لهم بمن قد تكون له مصلحة في تنفيذ الهجوم".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات
Close