من ميانمار إلى أوكرانيا، تمارس حكومات حول العالم قطع الاتصال بالإنترنت كأحد وسائل السلطة. فعام 2021، حدث 182 انقطاعا في 34 دولة، وفقًا لـ"أكسيس ناو"، وهي منظمة غير حكومية تتعقب الاتصال في جميع أنحاء العالم.
وبحسب صحيفة "الغارديان"، تحولت الحكومات في جميع أنحاء إفريقيا وآسيا إلى ممارسة الاستبداد الرقمي حيث تستخدم قطع الوصول إلى الإنترنت سلاحًا ضد شعوبها.
الظلام الرقمي
فقد انغمست الهند، إلى حد كبير في منطقة جامو وكشمير التي مزقتها الصراعات، في الظلام الرقمي 106 مرات خلال 2021.
وفي فبراير/ شباط 2021، يوم الانقلاب العسكري في ميانمار، أرسل المجلس العسكري جنودًا إلى مزودي خدمة الإنترنت في البلاد لإجبار المهندسين على قطع الاتصال بالعالم الخارجي.
وكانت هذه هي المرحلة الأولى من الانقلاب الرقمي المصمم لممارسة السيطرة على الاتصالات عن طريق إبطاء الإنترنت وإغلاقه بشكل إستراتيجي.
وفي أوكرانيا، سقطت عباءة الظلام هذه قبل ساعة واحدة من الهجوم الروسي في فبراير/ شباط الماضي، عندما أدى هجوم إلكتروني ضخم على شبكة إنترنت عبر الأقمار الصناعية الرئيسية إلى تعطيل عشرات الآلاف من أجهزة المودم الأوكرانية، بينما قطع السودان الإنترنت بعد الانقلاب العسكري. وتسببت الاضطرابات المدنية في إثيوبيا وكازاخستان في إغلاق الإنترنت حيث تحاول الحكومات منع التعبئة السياسية ووقف ظهور أخبار عن القمع العسكري.
ومع ذلك، قال الخبراء إن ميانمار فرضت أشد القيود على حرية الإنترنت على الإطلاق، حيث بدأ المجلس العسكري بإغلاق الإنترنت كل ليلة لمدة ثلاثة أشهر. وتحت غطاء الظلام الرقمي، قام الجيش بغارات ليلية واعتقل سياسيين ونشطاء ومشاهير بارزين.
تزايد استخدام قطع الإنترنت
ورغم أن قطع الاتصال يعرقل عمل عمال الطوارئ والمستشفيات ويشل الأنظمة المالية، إلا أن الحكومات تستخدمه بشكل متكرر أكثر من أي وقت مضى.
وتُظهر بيانات "أكسيس ناو" أن حالات القطع زادت على مستوى العالم بنسبة 15% عام 2021، مقارنة بالعام السابق. وتسبب مثل هذه الانقطاعات في أضرار اقتصادية هائلة، تقدر بنحو 5.5 مليارات دولار العام الماضي.
وقد نددت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، ميشيل باشليت، في يونيو/ حزيران بإغلاق الإنترنت قائلة: "يتسبب قطع الإنترنت في أضرار لا تُحصى من الناحية المادية ومن ناحية حقوق الإنسان".