ربما يستغرق الأمر ساعة كاملة للعبور من ضفة إلى أُخرى على نهر دجلة بالسيّارة وعلى وجه الخصوص في ساعة الذروة في بغداد، على حد قول سالم عودة أحد سكان العاصمة العراقية. ويضيف عودة وهو ينزل من إحدى العبّارات الصغيرة المنتشرة على ضفاف النهر إن الرحلة بالعبّارة، على النقيض من ذلك، لا تستغرق سوى دقائق. وزاد الإقبال على العبّارات خلال العقد الماضي الذي صارت فيه التفجيرات شيئا معتادا في بغداد وجعلت السير على الطرق مغامرة غير مأمونة العواقب. وتلك العبّارات وسيلة تقليدية للانتقال يعود استخدامها إلى قرون ماضية. يقول عودة أنها أفضل وسيلة.
وأدى الإغلاق المتكرّر للطرق والجسور أثناء الاحتجاجات الجماهيرية المناهضة للحكومة في 2019 إلى زيادة الاختناقات المرورية وتحويل العبّارات إلى وسيلة نقل فعالة للوصول إلى العمل في الوقت المناسب. وتمّثل هذه المراكب اليوم، وسيلة انتقال رخيصة بين حي الكرخ وحي الرصافة، حيث تتراوح تكلفة الرحلة بين 500 و1000 دينار عراقي (0.34 - 0.69 دولار).
ويقوق جواد كاظم من سكان بغداد بأن الجسور والشوارع أصبحت زحمة للغاية، فأصبحت هذه الواسطة أسهل وسيلة للنقل ما بين ضفتييّ الكرخ والرصافة. كما يعتبر استخدام العبّارة في الذهاب إلى العمل أيضا وسيلة لتخفيف الضغوط والاستمتاع بالهدوء لبضع دقائق أو الدردشة مع ركاب آخرين.