مع دخول العدوان على قطاع غزة شهره الثاني، واصلت إسرائيل قصف مناطق متفرقة من القطاع وارتكاب مزيد من المجازر وسط أوضاع إنسانية مأساوية في القطاع.
فمع ارتفاع عدد الشهداء إلى 10 آلاف و328 فلسطينيًا، بينهم 4237 طفلًا و2719 سيدة، وإصابة نحو 26 ألفًا، يعاني النازحون الهاربون من آلة الحرب الإسرائيلية للحصول على الطعام والمياه النظيفة وغيرها من أساسيات الحياة.
والثلاثاء، شن الجيش الإسرائيلي سلسلة غارات "عنيفة" على مدينة غزة وشمال القطاع. وبحسب مراسلة "العربي" فقد سقط شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي على محيط منطقة الفالوجا شمالي القطاع.
كما استشهد عدد من الأشخاص وجرح آخرون في قصف استهدف منطقة الطوابين في حي الشجاعية.
المقاومة تتصدى للمدرعات الإسرائيلية
بدوره، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة استشهاد وإصابة عدد كبير من الفلسطينيين، بقصف المقاتلات الحربية الإسرائيلية حيًا سكنيًا بمدينة دير البلح وسط القطاع.
وبينما يستمر توغل القوات الإسرائيلي في مناطق من غزة، تتصدى المقاومة للمدرعات الإسرائيلية بأسلحة مختلفة.
ففي وقت قال وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت إن قوات الجيش "تطوق مدينة غزة وتتقدم في المناطق الحضرية"، كشفت كتائب القسام أنها دمرت 15 آلية عسكرية إسرائيلية في شمال القطاع خلال الـ24 ساعة الأخيرة.
ونشرت سرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي مشاهد لقصف آليات ومدرعات الاحتلال المتوغلة في غزة بقذائف الهاون.
وردًا على استهداف المدنيين أطلقت القسام مساء صواريخ باتجاه مناطق غلاف غزة وتل أبيب حيث دوت صافرات الإنذار.
مستشفيات غزة في صلب الاستهداف
يأتي هذا التصعيد المتواصل، وسط أوضاع إنسانية صعبة يعيشها المدنيون المحاصرون والنازحون في القطاع والمحرومون من المياه والغذاء والكهرباء والوقود.
وفي هذا الإطار، دعت حركة "حماس" الأمم المتحدة والأطراف الدولية إلى الضغط على إسرائيل لإعادة إمدادات المياه لقطاع غزة، مشددة على أن قطع المياه "جريمة ضد الإنسانية تُفضي إلى إبادة جماعية".
بدورها، لم تسلم المؤسسات الصحية من القصف. فقد كشفت بيانات لمنظمة الصحة العالمية، الثلاثاء، أن إسرائيل نفذت 229 هجومًا على مستشفيات ومراكز رعاية صحية منذ 7 أكتوبر/تشرين أول الماضي.
وتم إخلاء العديد من المستشفيات شمال قطاع غزة، ويتعرّض محيط بعض المستشفيات للقصف، فيما توقفت أخرى عن العمل إما بسبب تضررها من القصف أو نتيجة نفاد الوقود اللازم لمتابعة عملها.
من جهته، أكد المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة لـ"العربي" أن المساعدات التي دخلت إلى القطاع لا تحدث تغييرًا في الواقع الصحي، مشيرًا إلى الحاجة لأدوية ومستلزمات طبية.
وشدد على ضرورة السماح بخروج مئات الجرحى يوميًا من القطاع.
ومساء، أعلنت وزارة الصحة المصرية في بيان استقبال 19 جريحًا فلسطينيًا و663 أجنبيًا عبر معبر رفح، وتوقيع الكشف الطبي عليهم.
وأفاد البيان بـ"استقبال مجموعة من الفلسطينيين المصابين في أحداث غزة وتوقيع الكشف الطبي عليهم وعددهم 19 مصابًا".
وأضاف أن "جميع الحالات تتلقى رعاية طبية فائقة من الطواقم الطبية المتواجدة بمعبر رفح أو داخل المستشفيات".
وأشار إلى أن "أطباء الحجر الصحي في المعبر، قاموا بتوقيع الكشف الطبي على 663 من رعايا الدول الأجنبية".
بايدن لنتنياهو: هدنة مؤقتة تساعد بإطلاق أسرى
ومساء أيضًا، لفتت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى أن قافلة إنسانية تعرضت لإطلاق نار في مدينة غزة؛ لكنها تمكنت من إيصال الإمدادات الطبية إلى مستشفى الشفاء.
وفي ملف الأسرى، كشف أبو عبيدة الناطق العسكري باسم كتائب القسام أن الاحتلال الإسرائيلي عرقل الإفراج عن 12 محتجزًا من حملة الجنسيات الأجنبية "كانوا على وشك الإفراج عنهم قبل أيام عدة".
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أشار إلى الاستمرار في منع دخول الوقود إلى غزة ورفضه وقف إطلاق النار بدون الإفراج عن الأسرى.
ومساء أفاد موقع "أكسيوس" بأن الرئيس الأميركي جو بايدن أبلغ نتنياهو بأن هدنة مؤقتة بثلاثة أيام قد تساعد على إطلاق بعض الأسرى.
دبلوماسيًا، أكد البيت الأبيض اليوم أن الولايات المتحدة ستعارض إعادة احتلال الجيش الإسرائيلي لقطاع غزة في مرحلة ما بعد الصراع.
هذا وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، عن بالغ قلقه جراء استهداف المدنيين في قطاع غزة، مجددًا دعوته لهدنة إنسانية عاجلة.