الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

العراق.. أيزيدي يدفن رفات والده بعد 7 سنوات من "مذبحة سنجار"

العراق.. أيزيدي يدفن رفات والده بعد 7 سنوات من "مذبحة سنجار"

شارك القصة

تنتظر العائلات الأيزيدية تحديد مصير أقاربها، بعد سنوات على "مذبحة سنجار"، من خلال فحص الحمض النووي للجثث المنتشلة من المقابر الجماعية التي خلفها تنظيم "داعش".

يعود تيكران كاميران يوسف إلى قرية كوجو في قضاء سنجار شمال العراق، ليعيد دفن رفات والده و103 من الأيزيديين الآخرين، الذين ألقى "تنظيم الدولة الإسلامية" جثثهم في مقابر جماعية، وتم تحديد هوياتهم الآن من خلال عينات الحمض النووي.

وكان يوسف يبلغ من العمر 15 عامًا عندما حاصر مقاتلو التنظيم قريته، قبل قرابة سبع سنوات، واعتقلوا السكان وقتلوا عدة مئات منهم، بما في ذلك والده وشقيقه وجده وعمته. لكن ذكريات المجزرة التي وقعت في أغسطس/ آب 2014 ما زالت تطارد يوسف الذي يبلغ الآن 22 عامًا ويعيش في ألمانيا.

ويقول يوسف لوكالة "رويترز": "كانت أشد اللحظات ألمّا حينما فصلوني عن والدي. كانت تلك آخر مرة رأيته فيها". ولم يتم التعرف بعد على باقي القتلى من أقارب يوسف. ويتابع: "أن نتمكن من دفنهم بعد سبع سنوات في المكان الذي قُتلوا فيه، يعني لنا الكثير".

وقتل تنظيم "داعش" أكثر من ثلاثة آلاف، وسبى سبعة آلاف امرأة وفتاة وشرّد معظم أفراد هذه الأقلية، التي يبلغ عددها 550 ألفًا، من موطن أسلافهم في شمال العراق. وعرفت المجزرة التي وقعت هناك بـ"مذبحة سنجار".

واكتشف فريق الأمم المتحدة المعني بالتحقيق في جرائم التنظيم المتشدد في العراق ما يربو على 80 مقبرة جماعية في سنجار، واستخرج الجثث المدفونة في 19 منها منذ مارس/ آذار 2019.

وتعرف حتى الآن على هوية 104 جثث من خلال فحص عينات الحمض النووي. وقال كريم خان رئيس الفريق: "يمكنك أن تتبين (حجم) المنطقة التي سيطر عليها داعش تقريبًا بعدد المقابر الجماعية في المنطقة".

هروب محفوف بالمخاطر

وتم نقل يوسف عدة مرات، خلال السنة ونصف السنة التي قضاها في قبضة "داعش"، واستُخدم درعًا بشريًا في الموصل، كما أُجبر على تلقي تعاليم التنظيم. ويحكي يوسف: "علمونا أن قتل الأيزيديين حلال، وعملوا على تشكيل أفكارنا". وخشي يوسف أن يُقتل، أو يُجبر على القتال في صفوف التنظيم مع اشتداد قصف التحالف الذي قادته الولايات المتحدة على الأراضي التي هيمن عليها التنظيم بشمال العراق.

وفي أوائل عام 2016، فر إلى كردستان العراق مع أمه وشقيقته. ومنذ عام، لجأ معهما إلى ألمانيا بمساعدة منظمة غير ربحية تهتم بعلاج وإعادة تأهيل الأيزيديين الناجين من التنظيم، خارج العراق.

الازيديين
عراقية إيزيدية خلال مراسيم دفن 104 جثامين تم التعرف عليهم في مقبرة جماعية (غيتي)

أقلية تعاني

وحضر الرئيس العراقي برهم صالح ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، في الرابع من فبراير/ شباط الجاري جنازة رسمية أقيمت في بغداد لمئة وأربعة من الضحايا الأيزيديين، الذين تم تحديد هوياتهم قبل دفنهم في كوجو التي لا تزال مهجورة يخيّم عليها الدمار والخراب.

وينتظر قانون الناجيات الأيزيديات من أسر تنظيم "داعش" موافقة البرلمان العراقي، لكنه يستثني الرجال والفتية مثل يوسف الذين سقطوا أيضا في قبضة التنظيم. ويطالب الأيزيديون بالمزيد، بما في ذلك الاعتراف القانوني بمعاناتهم على أنها إبادة جماعية.

وعاد نحو 30% من سكان قضاء سنجار منذ رحيل التنظيم، لكن المنطقة لا تزال تعاني من عدم الاستقرار السياسي ونقص الخدمات الأساسية.

تابع القراءة
المصادر:
التلفزيون العربي/ رويترز
Close