يُعدّ العطش من أبرز الصعوبات التي تواجه الصائم خلال شهر رمضان المبارك، خصوصًا إذا حلّ الشهر الفضيل في فصل الصيف، حيث ترتفع درجات الحرارة ويخسر جسم الإنسان الكثير من الماء.
لكن مقاومة العطش لا تنجح بتناول المشروبات التقليدية المرتبطة بهذا الشهر، حيث يشير المتخصصون إلى محاذير جمة ترتبط بهذه المشروبات، إضافة إلى أن الأطعمة التي يتناولها الصائم عند الإفطار أو السحور قد تزيد من احتمال الشعور بالعطش أو تقلله.
حاجة الجسم اليومية من الماء
يجب أن يحرص الصائم على تزويد الجسم بحاجته اليومية من الماء، عبر تناول لترين من الماء يوميًا أي ما يعادل 8 أكواب.
وينبغي أن يتم الشرب على دفعات متتالية، ففي حال شرب المياه على دفعة واحدة، فإن تركيزه سيزداد في الدم؛ الأمر الذي سيجبر الجسم على تفريغه والتخلص منه عن طريق التبوّل.
وتدخل المياه في تركيب العديد من أنسجة الجسم وخلاياها من بينها الألياف العضلية. وتؤكد المتخصصة في التغذية بيان حموي في حديث إلى "العربي"، على ضرورة شرب الماء من أجل المحافظة على الكتلة العضلية وعلى مقاومتها ومتانتها.
ترطيب الجسم
من جهتها، تشرح المتخصصة في التغذية، عُلا الأسعد، في حديث إلى "العربي"، أن اللجوء إلى السوائل بعد ساعات الصيام أمر ضروري، حيث يفقد الجسم الكثير منها خلال النهار. لكنها تلفت إلى أن الماء قادر على ترطيب الجسم مجددًا. وتضيف: "يجب أن يكسر الصائم صيامه بكوبين من الماء".
إلا أن المائدة الرمضانية تضم ما هو أكثر من الماء، حيث تزخر بأنواع مختلفة من المشروبات الباردة. ويفضل البعض تلك المعدّة في المنزل، فيما يلجأ البعض الآخر للمشروبات المتوفرة في الأسواق.
المشروبات الرمضانية
وتشير الأسعد، إلى أن بعض المشروبات التي ينحصر تناولها في شهر رمضان أصبحت جزءًا من الثقافة السائدة، ولا سيما التمر الهندي والجلاب وقمر الدين. وتختلف أنواع هذه المشروبات بين بلد وآخر وفقًا للعادات القائمة.
وتضيف: "يصنع الجلاب من دبس التمر أو العنب ويضاف إليه السكر والمكسرات النيئة. ولهذا العصير فوائد عدة، ولكنه يحتوي على كمية كبيرة من السكريات والوحدات الحرارية".
وتتراوح كمية الوحدات الحرارية في كوب واحد من الجلاب بين 250 و400 وحدة، رغم أن هذه المشروبات تحتوي على كميات من المعادن والفيتامينات ومضادات الأكسدة المفيدة للجسم.
وتنصح الأسعد باستهلاك هذه المشروبات بشكل معتدل ومتوازن، مشيرة إلى أفضلية تحضيرها في المنزل، حيث يمكن التحكم بكميات السكر المضافة. كما تنصح بتناول اللبن الذي يروي العطش.
وبعيدًا عن المشروبات الباردة، فإن تناول المشروبات الساخنة بعد الإفطار يعد من العادات الشائعة أيضًا. لكن تناول القهوة أو الشاي بعد الإفطار يسبب العطش، لأن هذه المشروبات هي من مدرّات البول التي تجعل الجسم يخسر كميات من المياه.
لذلك، يُنصح بتجنب تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين قبل الإمساك.
الأطعمة وتجنب العطش
تساهم الأطعمة بدور مهم في تجنب العطش خلال شهر رمضان. وتشرح المتخصصة في التغذية سالي صوايا في حديث إلى "العربي"، أهمية تناول الأطعمة التي تساعد الجسم على استعادة كميات الماء التي يفقدها الجسم يوميًا، وتنصح بتجنب الأطعمة التي تؤدي إلى جفاف الجسم.
ويعد الحساء من الأطباق التي تساعد على ترطيب جسم الإنسان. كما تؤكد صوايا على ضرورة تناول الخضار والفاكهة الغنية بالماء، والتي تقدّم العناصر الغذائية الضرورية للجسم، ولاسيما البطيخ والطماطم والخيار وغيرها.
وتؤكد صوايا على ضرورة الابتعاد عن تناول الأطعمة التي تحتوي على الملح، كالمكسرات والكبيس والزيتون وغيرها من الأطعمة المصنعة المملحة. فتناول الملح يؤدي إلى انحباس الماء في جسم الإنسان، حيث يمتص الصوديوم الماء من الخلايا ويترك القليل منه للعمليات الحيوية داخل الجسم.
كما تشرح صوايا الأثر السلبي للنظام الغذائي الغني بالبروتين على الكلى، وبالتالي جفاف جسم الإنسان. فلا يجب أن تتعدى نسبة السعرات الحرارية من مصدر بروتيني الـ25%، وفقاً لصوايا. وتنصح بدمج البروتينات مع المأكولات الأخرى لتجنب إحداث ضغط على الكلى وبالتالي خسارة الماء.
كما يُنصح بالابتعاد عن الأطباق المقلية والحلويات، ولاسيما في وجبة السحور لتجنب العطش.