جدّدت الأمم المتحدة اليوم الثلاثاء، تأكيدها على أن سوريا ما تزال غير آمنة لعودة اللاجئين بعد مرور عشر سنوات على بدء الحرب، مشيرة إلى أن محققيها وثقوا تزايدًا في العنف وانتهاكات لحقوق الإنسان، والاعتقال التعسفي من قبل قوات النظام السوري.
وأكدت لجنة التحقيق بشأن سوريا التابعة للأمم المتحدة، أن الوضع بشكل عام يزداد قتامة.
وحدّدت اللجنة أبرز المخاطر الحالية وهي وجود أعمال قتالية في عدة مناطق من الدولة الممزقة، وانهيار اقتصادها، وجفاف أنهارها، وتصاعد هجمات تنظيم "الدولة".
وقال باولو بينيرو رئيس اللجنة في معرض إصدار تقريرها الرابع والعشرين: "بعد عشر سنوات، "ما زالت أطراف الصراع ترتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وتتعدى على حقوق الإنسان الأساسية للسوريين".
وأضاف: "الحرب على المدنيين السوريين مستمرة، ومن الصعب عليهم إيجاد الأمن أو الملاذ الآمن في هذا البلد الذي مزقته الحرب".
وقال التقرير إن حالات الاعتقال التعسفي والحبس بمعزل عن العالم على يد قوات النظام السوري مستمرة.
وذكرت اللجنة أنها تواصل توثيق ليس فقط التعذيب والعنف الجنسي رهن الاعتقال، بل أيضًا حالات وفاة أثناء الاحتجاز وحالات اختفاء قسري.
انتهاكات بالجملة
بدوره أشار هاني مجلي وهو عضو في اللجنة الأممية إلى أن هناك "عودة لتكتيكات الحصار وما يشبه الحصار" في جنوب غربي سوريا وهي منطقة شنت فيها قوات النظام السوري بدعم من روسيا حملة عسكرية قبل شهرين على جيب للمعارضة السورية في مدينة درعا.
وبيّن التقرير، الذي يغطي فترة عام حتى نهاية يونيو حزيران الماضي، تزايد الأعمال القتالية في الشمال الغربي، ولفت إلى أن الأسواق والمناطق السكنية، والمنشآت الطبية، تُقصف من الجو والبر وغالبًا بشكل عشوائي، مما يتسبب في سقوط العديد من القتلى والجرحى المدنيين، وفق ما جاء بالتقرير.
وتابع التقرير أن 243 شخصًا على الأقل قتلوا أو شوهوا في سبعة تفجيرات بسيارات ملغومة في بلدتي عفرين ورأس العين اللتين تسيطر عليهما المعارضة السورية شمالي حلب، لكن العدد الإجمالي أكبر بكثير.
كما انتقد التقرير "هيئة تحرير الشام" التي تسيطر على إدلب لفرضها قيودًا على الإعلام وعلى حرية التعبير، قائلًا إنها اعتقلت تعسفيًا نشطاء إعلاميين وصحافيين بينهم نساء.
وانتقد التقرير كذلك الاحتجاز غير القانوني لآلاف النساء والأطفال للاشتباه في صلتهم بتنظيم "الدولة" في مخيمات بمناطق تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، قائلًا إن اعتقالهم ليس له أساس قانوني.
وأضاف التقرير أنهم "تركوا للدفاع عن أنفسهم في ظروف ربما تصل إلى حد المعاملة الوحشية أو اللاإنسانية".
ووحدها دول جوار سوريا تستضيف نحو 5.6 مليون لاجئ، فيما وصل إلى عدد من الدول الأوروبية أكثر من مليون سوري أغلبهم قصدوا ألمانيا.
أنت ذاهب لموتك
ويعاني هؤلاء اليوم من ضغوط بعض الدول للعودة لديارهم، وسط تحذيرات حقوقية كبيرة من دفعهم إلى "الموت مجدّدًا".
وكانت منظمة العفو الدولية، كشفت الثلاثاء الماضي، في تقرير جديد بعنوان "أنت ذاهب إلى موتك"، عن تعرّض العشرات من اللاجئين الذين عادوا أدراجهم إلى سوريا، للاعتقال التعسفي والتعذيب والاغتصاب، على أيدي قوات النظام.