لم يتغيّر في قضية اللاجئين السوريين شيء، عقدٌ من الزمن وأحلام العودة تتبدّد كل عام. فأبو محمد الذي يملك ورشة خياطة، لجأ إلى تركيا ولم ينل جنسيتها، لكنه يفضل البقاء فيها.
ويشير أبو محمد، إلى أنه لا يفكر بالعودة إلى سوريا حتى لو ساد الاستقرار في البلاد، إذ يعتبر أنّ سوريا تفتقر للمقومات المعيشية من كهرباء وماء وغيرها، خاتمًا حديثه بالقول: "كلا لن نعود".
وتتشابه قصص معاناة السوريين في تركيا، وإن تباينت إمكانتهم المادية. فقصة الطبيب برهان ملا موسى، أكبر برهان على تشبّث الحاصلين على الجنسية بعدم العودة إلى الديار.
فبعدما أنهى ملا موسى دراسته في تركيا، التحق به أفراد عائلته لاجئين فارين من ويلات الحرب، لذا اطمأن على العمل والأهل.
"من الصعب أن نعود إلى سوريا"، بهذه العبارة أجاب الطبيب عن إمكانية رجوعه إلى حضن الوطن. فالأوضاع الأمنية والمعيشية ما زالت تخيفه، كمعظم الشعب السوري.
والتعاطف ثم عدم القبول هو ما لاقاه السوريون في تركيا، لا سيما مع تزاحمهم على أسواق العمل وإقامتهم في مدنٍ دون غيرها.
لكن رغم صعوبة العيش وكثرة العثرات؛ فإن 52% من السوريين لا يرغبون في العودة إلى بلادهم، حسب آخر بحث ميداني قُدّم للبرلمان التركي.
إذًا، قد يكون الكثير من السوريين سعداء في تركيا، بالنظر إلى أوضاع اللاجئين في دول أخرى.
لكن صعوبة الاندماج والتكيّف واستغلالهم في عالمي السياسة والمال، تبقى عوامل تعكّر عليهم صفو الحياة وتبقيهم في عزلة اجتماعية وفي إحساس مستمر بألم الغربة والهجرة.