الخميس 21 نوفمبر / November 2024

تعذيب وعنف جنسي واغتصاب.. انتهاكات مروعة بحق لاجئين عادوا إلى سوريا

تعذيب وعنف جنسي واغتصاب.. انتهاكات مروعة بحق لاجئين عادوا إلى سوريا

شارك القصة

ناشدت منظمة العفو الدولية جميع الدول التي تشضيف لاجئين سوريين عدم إجبارهم على العودة إلى بلادهم
ناشدت منظمة العفو الدولية جميع الدول التي تستضيف لاجئين سوريين عدم إجبارهم على العودة إلى بلادهم (أرشيف - غيتي)
وثّقت منظمة العفو الدولية 14 حالة من العنف الجنسي ارتكبتها قوات النظام، ضمنها سبع حالات اغتصاب لخمس نساء ومراهق وطفلة في الخامسة من عمرها.

كشفت منظمة العفو الدولية اليوم الثلاثاء، في تقرير جديد بعنوان "أنت ذاهب إلى موتك"، عن تعرّض العشرات من اللاجئين الذين عادوا أدراجهم إلى سوريا، للاعتقال التعسفي والتعذيب والاغتصاب، على أيدي قوات النظام.

وناشدت المنظمة في تقريرها الدول الغربية، عدم الفرض على اللاجئين السوريين الذين تستضيفهم، العودة "القسرية" إلى بلدهم، محذرة من أن سوريا ليست مكانًا آمنًا لترحيل اللاجئين إليها.

ووثقت المنظمة "انتهاكات مروّعة" ارتكبتها قوات النظام السوري بحق 66 لاجئًا بينهم 13 طفلًا عادوا إلى سوريا منذ عام 2017 حتى ربيع العام الحالي، من دول عدة أبرزها لبنان وفرنسا وألمانيا وتركيا ومخيم الركبان عند الحدود السورية- الأردنية.

وذكرت أن أجهزة الأمن "أخضعت نساء وأطفالًا ورجالًا.. لاعتقال غير قانوني وتعسفي وللتعذيب وسواه من ضروب سوء المعاملة، بما في ذلك الاغتصاب والعنف الجنسي والاخفاء القسري".

كما أحصت المنظمة وفاة خمسة أشخاص خلال احتجازهم، فيما لا يزال مصير 17 شخصًا من المخفيين قسرًا مجهولاً.

عنف جنسي وتعذيب وإرهاب

ووثّقت المنظمة "14 حالة من العنف الجنسي ارتكبتها قوات النظام، ضمنها سبع حالات اغتصاب لخمس نساء ومراهق وطفلة في الخامسة من عمرها".

ونقل التقرير عن نور، والدة الطفلة المذكورة أنها تعرضت وابنتها لاغتصاب من قبل ضابط في غرفة صغيرة مخصّصة للاستجواب عند الجانب السوري من الحدود اللبنانية السورية. ونقلت الأم عن الضابط قوله لها: "سوريا ليست فندقًا يمكنك أن تغادريه وتعودي إليه متى أردتِ".

وتحدث التقرير عن تجربة آلاء، التي احتُجزت في فرع للمخابرات لخمسة أيام مع ابنتها (25 عامًا) بعد توقيفهما عند الحدود لدى عودتهما من لبنان.

وقالت آلاء: "قلعوا ثياب ابنتي، ووضعوا أصفادًا في يديها وعلقوها على الحائط، وضربوها فيما كانت عارية تمامًا.. ووضع أحدهم عضوه الذكري في فمها"، فيما اتهم عناصر الأمن آلاء وابنتها بالحديث ضد رئيس النظام السوري بشار الأسد في الخارج.

أما كريم الذي تم اعتقاله لستة أشهر ونصف بعد أربعة أيام على عودته من لبنان إلى قريته في وسط سوريا، فأشار إلى أن رجال الأمن قالوا له إنه "إرهابي" كونه يتحدر من قرية معروفة بقربها من المعارضة.

وجراء التعذيب الذي تعرض له، تضررت أعصاب يده اليمنى ولم يعد قادرًا على استخدامها.

وقال كريم: "بعد إطلاق سراحي، لم أتمكن من رؤية أي زائر لخمسة أشهر، كنت خائفًا للغاية من التحدث لأي كان"، مضيفًا: "راودتني كوابيس وهلوسات".

تجاهل متعمد

وبحسب التقرير، تم توجيه اتهامات بـ"الخيانة أو دعم الإرهاب" للعائدين، وفي بعض الحالات، تم استهداف العائدين لمجرد وجودهم سابقًا في مناطق تحت سيطرة فصائل معارضة.

وفيما تمارس دول عدّة ضغوطًا متصاعدة لترحيل لاجئين سوريين إلى بلدهم، أبرزها الدنمارك والسويد وتركيا، نبّهت العفو الدولية إلى أنّ "أي حكومة تدعي أن سوريا باتت الآن آمنة هو تجاهل متعمّد للحقيقة المروعة على الأرض".

وقالت ماري فوريستيه، الباحثة حول حقوق اللاجئين والمهاجرين في المنظمة: "قد تكون الأعمال العدائية العسكرية قد انحسرت لكن ميل النظام السوري لارتكاب انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان لم يتوقف".

ومنذ الثورة السورية، التي تُعَدّ الحدث الأكبر والأعظم في تاريخ سوريا الحديث، عاش السوريون عشر سنوات من الموت والخراب والدمار وهدم البيوت وتهجير المواطنين، عقابًا لهم على المطالبة بالعدالة والحرية والكرامة الإنسانية.

وأسفرت الحرب التي فرضها النظام على السوريين في أعقاب ثورتهم، عن نزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها، بينهم أكثر من 6,6 ملايين لاجئ، فروا بشكل أساسي إلى الدول المجاورة.

تابع القراءة
المصادر:
العربي، وكالات
Close