يستمر العدوان الإسرائيلي على غزة باستهداف البشر والحجر وشل كل المرافق الخدماتية في القطاع. حتى أن من ينزح من الغزيين لا يسلم من القصف والقنص ويسقط شهيدًا أو جريحًا.
وقد تكررت هذه المأساة خلال ساعات ليلة أمس الثلاثاء، حيث واصلت الغارات الإسرائيلية استهداف الفلسطينيين، لا سيما في مدينة غزة التي شهدت وقوع عدد من الإصابات عقب استهداف أحد المنازل في حي التفاح.
توازيًا، أقرّ جيش الاحتلال الإسرائيلي بارتفاع عدد قتلاه في المواجهات الدائرة بقطاع غزة مع المقاومين الفلسطينيين، حيث كشف عن مقتل 3 جنود جدد بينهم ضابطين.
جثامين على الطرقات
في التفاصيل، أشار مراسل "العربي" من غزة أحمد البطة إلى تسجيل قصفٍ مدفعي إسرائيلي استهدف وسط وغرب مدينة خانيونس بالتزامن مع اشتباكات متقطعة بين المقاومين وقوات الاحتلال.
وأردف البطة: "بطبيعة الحال تبقى مدينة خانيونس في ذروة الأحداث، حيث وصل إلى مستشفياتها خلال الساعات الماضية 17 شهيدًا وهو عدد بسيط أمام حجم وعنف الغارات، إذ لا تزال جثامين عشرات الشهداء الآخرين على الأرض وتحت الركام في المناطق الغربية للمدينة".
فهناك عدد كبير من الشهداء لم يتمكن أحد وفق مراسلنا من الوصول إليهم لانتشالهم، لا سيما مع محاصرة جيش الاحتلال مستشفيي ناصر والأمل ومقر الهلال الأحمر الفلسطيني، ما يعيق عمل الطواقم الطبية وفرق الإنقاذ فضلًا عن "استهداف هذه الطواقم وكل من يتحرك في تلك المناطق".
أما في مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة، فقد سجلت غارتان خلال الساعات الماضية لجهة المناطق الشرقية وقرب المناطق الشرقية الجنوبية، حيث استهدفتا أراضٍ زراعية ومناطق زعم الاحتلال أنها آمنة وتوجه إليها آلاف النازحين الهاربين من القصف العنيف في الشمال.
إلى ذلك، تتفاقم الأوضاع المأساوية للنازحين مع تدهور الوضع الصحي للمستشفيات، وتوقف أكثر من 30 منها عن الخدمة ليتبقى بحسب الصحفي أحمد البطة نحو 5 مستشفيات فقط في غزة؛ إثنتان منها مهددتان بالخروج عن الخدمة هما مجمع ناصر الطبي ومستشفى الأمل في خانيونس.
خسائر جديدة لجيش الاحتلال
من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي صباح اليوم الأربعاء عن خسائر جديدة في صفوفه حيث أقر بمقتل 3 من أفراده من بينهم ضابطان في معارك شمال وجنوبي قطاع غزة.
وأوضحت مراسلة "العربي" كريتسين ريناوي أن الجيش الإسرائيلي يحدّث عادة في ساعات الصباح وتحت بند "سمح بالنشر" عدد قتلاه المعلن.
وذكرت أنه تطرق إلى مقتل 3 عسكريين من دون الكشف عن تفاصيل العمليات أو الأحداث التي قتل فيها الجنود.
وقد أشار الاحتلال في بيان، إلى أن "ضابطًا في الكتيبة 87 قتل أمس في معركة شمال القطاع، وقائد فريق في كتيبة 6646 قُتل في معركة أخرى جنوبًا".
ووفق ريناوي، هذا الإعلان يرفع الحصيلة المعلنة لقتلى جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر إلى 560، وإلى 223 قتيلًا في صفوف ضباط وجنود الاحتلال منذ بداية الاجتياح البري لقطاع غزة في 27 أكتوبر/ تشرين الأول.
وكان الجيش الإسرائيلي قد تحدث عن إصابة 26 عسكريًا أمس، وحدّث على موقعه الإلكتروني الحصيلة المعلنة لمجمل عدد إصاباته في إطار العدوان على غزة لتصل إلى 2797.
وفي هذا الصدد، تحدثت مراسلة "العربي" عن جهات تشكك في صحة الرقم الرسمي المعلن حول مجمل الإصابات، مشيرة إلى ما كشفته تحقيقات لوسائل إعلام إسرائيلية قبل أسابيع عن وجود ما لا يقل عن 6000 جندي وضابط إسرائيلي مصاب.