طوى العدوان على غزة يومه الـ115، وسط استمرار القصف الإسرائيلي على مناطق متفرقة من القطاع، وخصوصًا خانيونس جنوبًا التي تتعرض مستشفياتها أيضًا لحصار.
واليوم، استُشهد وأصيب عشرات الفلسطينيين في قصف لطائرات الاحتلال الإسرائيلي على مدينة غزة.
واستهدفت غارة إسرائيلية مساء الإثنين، منزلًا في منطقة الحساينة بمخيم النصيرات وسط القطاع بحسب مراسل "العربي".
وأشارت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إلى أن طفلة تبلغ من العمر 7 أعوام، ما زالت محاصرة منذ ساعات داخل مركبة في مدينة غزة، بعد أن استهدفت دبابات الاحتلال عائلتها واستشهاد أفرادها.
وفي خانيونس، استُشهد 3 فلسطينيين برصاص الاحتلال، خلال محاولتهم نقل جثمان شهيدة أمام مستشفى الأمل.
وكانت وزارة الصحة أعلنت ارتفاع عدد الشهداء منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول إلى 26637، فضلًا عن إصابة 65387 آخرين.
في غضون ذلك، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني توقف قسم الجراحة في مستشفى "الأمل" بمدينة خانيونس عن العمل بشكل كامل، بسبب نفاد مخزون الأكسجين، جراء محاصرته من قبل الجيش الإسرائيلي.
وفي هذا الإطار قالت وزارة الصحة في غزة إن قوات الاحتلال تنفذ إعدامات جماعية في خانيونس وتحاصر مستشفياتها وتمنع حركة سيارات الإسعاف.
وعلى الصعيد الإنساني ومع تراجع الأوضاع الصحية في القطاع، كشفت الوزارة أنها رصدت نحو 700 ألف إصابة بأمراض معدية وجلدية بين النازحين نتيجة الاكتظاظ و"هشاشة المأوى وعدم توفر الغذاء والماء والرعاية الطبية المطلوبة".
بدورها، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، أن أطفال قطاع غزة معرضون لخطر فقدان اللقاحات وتزايد الإصابة بالأمراض.
القسام تقصف تل أبيب
والإثنين فاجأت المقاومة الفلسطينية إسرائيل من خلال إطلاق رشقة صاروخية نحو تل أبيب، رغم الحديث الإسرائيلي عن تقدم ميداني وسيطرة على مناطق واسعة من غزة.
ودوت صافرات الإنذار في تل أبيب وسمع دوي انفجارات، حيث أشار إعلام عبري إلى إطلاق أكثر من 12 صاروخًا، اعترضت القبة الحديدية 7 منها.
عملية إطلاق الصواريخ تبنها كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مؤكدة أنها تأتي ردًا على "المجازر بحق المدنيين".
هذا وواصلت فصائل المقاومة التصدي للتوغل الإسرائيلي من خلال استهداف تجمعات الجنود والآليات الإسرائيلية بالصواريخ وقذائف الهاون.
وأعلنت سرايا القدس أن مقاتليها قصفوا بقذائف هاون تجمعًا لجنود وآليات الاحتلال في محاور التقدم وسط وغربي مدينة خانيونس.
جهود للتوصل لهدنة وتبادل أسرى
وعلى صعيد جهود التوصل لوقف للنار وتبادل الأسرى، قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني إنه جرى إحراز تقدم جيد في محادثات مطلع الأسبوع مع رؤساء المخابرات الأميركية والإسرائيلية والمصرية.
وذكر رئيس الوزراء القطري خلال حديثه في ندوة نظمها مجلس الأطلسي عبر الإنترنت أنه يأمل تقديم إطار عمل لمثل هذا الاتفاق إلى حركة حماس "وإيصالهم إلى موقع يمكنهم من المشاركة في التواصل بصورة بناءة".
رئيس الوزراء القطري، أكد أن حماس ليست العائق أمام حل الدولتين، لافتًا إلى أن إسرائيل لا تلتزم به، وقال إن "مستقبل الشعب الفلسطيني يجب أن يكون بيده".
وفي هذا الإطار، توقع القيادي في حماس محمد نزال لـ"العربي" أن تتسلم الحركة في الساعات المقبلة التصور الذي خرج من اجتماع باريس.
وأكد أن لا مشكلة لدى الحركة في الهدنة على مراحل بشرط أن تفضي إلى وقف إطلاق نار دائم.
وكان البيت الأبيض أعلن أن المفاوضات الرامية للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، أفضت إلى "إطار عمل يمكن أن يؤدي إلى اتفاق نهائي".
"وقف تمويل وكالة الأونروا"
إلى ذلك، تتفاعل قضية وقف دول غربية تمويل وكالة الأونروا على خلفية الادعاءات الإسرائيلية بضلوع موظفين من الوكالة بعملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها كتائب القسام في 7 أكتوبر.
والإثنين، لفت متحدث باسم الأمم المتحدة إلى أن الأمين العام أنطونيو غوتيريش التقى برئيس وحدة التحقيقات الداخلية بالمنظمة لضمان إجراء تحقيق في المزاعم الإسرائيلية "على نحو سريع وفعال قدر الإمكان".
وكشف أن إسرائيل لم تقدم رسميًا بعد ملفها بشأن الاتهام.
من جهته، حذر المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني خلال اتصال مع وزيرة الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية القطرية لولوة بنت راشد الخاطر، من مغبة الوقف الجماعي لدعم الوكالة، مشيرًا إلى أن هذا الأمر سيشكل تهديدًا وجوديًا للوكالة ويمكن أن يؤدي إلى إيقاف عملها بالكامل في غضون أسابيع.
أما دولة قطر، فأكدت على موقفها الثابت من ضرورة استمرار وتكثيف الجهود الإغاثية إلى قطاع غزة، كما حذرت من التداعيات الكارثية المترتبة على وقف دعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين " الأونروا".
الاستيطان في غزة
إلى ذلك، توالت اليوم الإثنين المواقف المنددة بانعقاد مؤتمر في القدس لوزراء إسرائيليين وجماعات يمينية متطرفة لتشجيع تهجير الفلسطينيين، وإعادة بناء مستوطنات في قطاع غزة.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية: إن "باريس تندد بانعقاد مؤتمر أمس الأحد في القدس يروج لإقامة مستوطنات إسرائيلية في غزة"، مضيفًا أن بلاده تنتظر من السلطات الإسرائيلية أن تندد بوضوح بهذه الأفعال".
من جهته، اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية سيباستيان فيشر، في تصريح صحافي أن مشاركة عدد من وزراء الحكومة الإسرائيلية في المؤتمر والخطابات التي ألقيت خلاله "غير مقبولة".
ووصف البيت الأبيض التصريحات الإسرائيلية عن إعادة استيطان غزة بأنها متهورة وتحريضية.
وعلى صعيد المواقف، حذر الملك الأردني عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من "استمرار تفاقم الأوضاع الإنسانية بقطاع غزة"، و"خطورة استمرار التصعيد العسكري بما يعرض الأمن الإقليمي لتهديدات متنامية".
بدوره، دعا غالبية نواب مجلس الأمة الكويتي اليوم الإثنين حكومة البلاد لطلب عقد جلسة طارئة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لمناقشة الانتهاكات في قطاع غزة، إذ إن الكويت عضو في المجلس.