يعيش سكان غزة حالة من الصدمة عقب استشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" إسماعيل هنية بغارة إسرائيلية على مقر إقامته في طهران اليوم الأربعاء، وفق ما أفاد مراسل التلفزيون العربي في القطاع، الذي يتعرّض لعدوان يشنّه الاحتلال منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وقال مراسلنا أحمد البطة من غزة: إن خبر اغتيال هنية بدا مفاجئًا بشكل كبير لسكان غزة وأرخى حالة من الحزن الشديد، نظرًا لما يمثله بوصفه قائدًا لحركة مقاومة فلسطينية، وبوصفه قائدًا وطنيًا، لا سيما وأنه فقد شقيقته وأبناءها وأحفادها وأبناءه الثلاثة خلال العدوان على القطاع.
غزة في صدمة
وصباح اليوم أعلنت "حماس" استشهاد هنية في غارة إسرائيلية استهدفت مقر إقامته في العاصمة الإيرانية طهران.
وقالت الحركة في بيان إنها "تنعى لأبناء الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية وكل أحرار العالم الأخ القائد الشهيد المجاهد إسماعيل هنية رئيس الحركة"، مشيرة إلى أنه استشهد "إثر غارة صهيونية غادرة على مقر إقامته في طهران، بعد مشاركته في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الجديد".
وذكر مراسل التلفزيون العربي بأن إسماعيل هنية وُلد في مخيم الشاطئ بغزة وترعرع داخل أزقته، وكان قائدًا شعبيًا محبوبًا في المخيم وقطاع غزة، قبل أن يقود حماس ومكتبها السياسي، وكان أول رئيس حكومة شكلتها الحركة في القطاع.
وتأتي عملية اغتيال هنية، وسط استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع، حيث أشار البطة إلى أن القصف لم يتوقف على غزة خلال الليل، وطال حي الزيتون بمدينة غزة.
واستهدفت القذائف المدفعية محيط منازل المواطنين في بلدة عبسان الكبيرة، حيث استشهد أحدهم، وأُصيب أفراد عائلته، وتم نقلهم إلى مجمع ناصر الطبي، وفق مراسلنا.
غارات جوية على النصيرات
إلى ذلك، أفاد البطة بأن شمال القطاع شهد كذلك غارات جوية إسرائيلية مكثّفة، استهدفت منازل ومجموعة من المواطنين ما أسفر عن استشهاد عدد منهم، بينهم 9 عند مدخل مخيم النصيرات.
أما في خانيونس التي شهدت هجومًا إسرائيليًا على مدى 9 أيام خلّف أكثر من 300 شهيد، أشار البطة إلى أن 30 مفقودًا لا يزالون تحت ركام منازلهم.
كذلك، أفادت مصادر صحية لوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"، بسقوط شهداء ومصابين في قصف إسرائيلي استهدف منزلًا في منطقة المواصي غربي مدينة رفح.
وذكرت أن العديد من الإصابات وصلت إلى مستشفى الصليب الأحمر الميداني جرّاء اطلاق نار من آليات الجيش الإسرائيلي باتجاه خيام النازحين هناك.
وبحسب وزارة الصحة في غزة، ارتفعت حصيلة الشهداء في القطاع إلى 39400، والإصابات الى 90996 منذ بدء العدوان الاسرائيلي على القطاع.
ولا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، حيث يمنع الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم.