أعلنت وزارة الصحة السورية مؤخرًا وفاة 14 شخصًا بوباء الكوليرا وتسجيل نحو 200 إصابة، في سابقة هي الأولى من نوعها في سوريا.
كما كشفت منظمة "منسقو استجابة سوريا" عن تسجيل أول إصابة بمرض الكوليرا في مدينة جرابلس في ريف حلب الشرقي الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية.
واستوطنت العدوى في دمشق وحمص وحلب واللاذقية والرقة دير الزور والحسكة.
وقالت وزارة الصحة: إنّ العلاج متوفر بكل أشكاله وتم تزويد المشافي بمخزون إضافي منه، تحسبًا لأي زيادة في أعداد الحالات.
من جهتها، استنفرت الأمم المتحدة جهودها لاحتواء الكوليرا وتأمين تمويل عاجل من الأدوية والأدوات الطبية لمنع تفشي العدوى، بينما حذرت منظمة الصحة العالمية من خطورة انتشار المرض في سوريا.
تأمين المياه النظيفة
من جانبه، أكد مدير مكتب تركيا للجمعية الطبية السورية، مازن كوارة، أن هذه العدوى عادةً ما تظهر في المجتمعات الفقيرة التي لا يتوفر فيها المياه النظيفة، مشيرًا إلى أن مناطق انتشار المرض تهالكت فيها شبكات الصرف الصحي بعد سنوات طويلة من الحرب، كما أنها تفتقر إلى أساليب التعقيم السليمة وري المحاصيل الزراعية بالمياه النظيفة.
وشدد كوارة في حديث إلى "العربي" من غازي عنتاب، على ضرورة تأمين المياه النظيفة وإبعاد شبكات مياه الصرف الصحي عن ري المزروعات، خاصة أن السلطة المحلية غير قادرة على ذلك، مشيرًا إلى أن المناطق الأكثر تضررًا تقع في شمال غربي سوريا.
اجتماع طارئ
بدوره، قال مدير القسم في منظمة "الأمين"، رامي كلزي: إنه يجب الاعتماد في منع انتشار الكوليرا على الوقاية بالدرجة الأولى قبل العلاج، مطالبًا السكان بالابتعاد عن المصادر المشبوهة للمياه والغذاء، والحرص على غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون وغسل الخضراوات والفواكه، وتجنب الاقتراب من الجثث البشرية والحيوانية، لأنها حاضنة مهمة للعدوى، إضافة إلى الابتعاد عن المستنقعات والمياه الراكدة.
وأوضح كلزي في حديث إلى "العربي" من غازي عنتاب، أن المنظمة ستعقد اجتماعًا طارئًا غدًا مع منظمة الصحة العالمية وجميع المنظمات الصحية العاملة في شمال غربي سوريا لتوضيح الإجراءات المطلوب اتخاذها.
وتابع أن وكالات الأمم المتحدة تحاول التدخل في هذا الإطار لكن محاولاتها لا تزال "خجولة"، مؤكدًا أنه قد يتم مناقشة توفير اللقاح خلال الاجتماع.