برزت قضية اللاجئين السوريين في لبنان مجددًا، في ظل الحملات المناهضة لوجودهم على مستوى الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي بدعم ومباركة من شخصيات سياسية وحكومية.
وبدأت السلطات اللبنانية حملات اعتقال وتوقيف ضد اللاجئين بزعم عدم امتلاكهم لأوراق الإقامة، التي تشرعن وجودهم على الأراضي اللبنانية.
واستهدفت المداهمات وحملات الاعتقال العشوائية تجمعات السوريين ومخيماتهم بشكل ممنهج للضغط عليهم للعودة إلى سوريا.
ما أسباب الحملة للمطالبة بترحيل اللاجئين؟
يلفت رئيس المركز اللبناني لحقوق الإنسان وديع الأسمر، إلى أن السوريين في لبنان هم إما لاجئون هربوا من النظام والأزمة في سوريا ولجأوا إلى لبنان طلبًا للحماية، وإما مقيمون بطريقة موثقة أو غير موثقة.
وبينما يذكر بأن تعريف النازحين يعني أولئك الذين ينزحون داخل البلد نفسه ودون أن يعبروا أي حدود دولية، يؤكد أن تعريف اللاجئين السوريين في لبنان على أنهم نازحون تعريف خاطئ.
ويشير إلى أن المقصود من هذا الأمر هو حرمانهم من حق الحماية الذي يضمنه لهم حق اللجوء.
الأسمر الذي يقول إن الدولة اللبنانية لم تقارب منذ 12 عامًا قضية اللاجئين بشكل جدي وقانوني، يرى أن هذا الواقع يجعل الحملة الحالية خليطًا من عدة أسباب.
ويتحدث عن عملية ابتزاز للمجتمع الدولي، وكذلك للدول العربية ربما، لتستطيع الدولة اللبنانية الحصول على مساعدات أكثر، معتبرًا أن النقطة الأساسية التي تزعج الدولة والأحزاب السياسية تتمثل في أن المساعدات لا تمر في الوقت الحالي من خلالها مباشرة، ولا تستطيع بالتالي اقتطاع خوة على معظمها.
وفي حين يقول إن هناك بعض العنصرية، يرى أنها ليست العنصرية كما تُفهم، بل عنصرية سياسية أو طبقية.
ويذكر أن الكثير من اللبنانيين، ولا سيما من بعض أحزاب اليمين، كانوا أخفوا هذا الشق العنصري ليس فقط في مقاربتهم مع السوريين، بل أيضًا مع أي لبناني لا ينتمي إلى المحيط المقرّب منهم.
كما يشير إلى نوع من العنصرية المقوننة من قبل الدولة اللبنانية، متوقفًا عند حال نحو 300 ألف عامل وعاملة بالخدمة المنزلية هم تحت نظام كفالة سيئ.
ويردف بالإشارة إلى تعامل الدولة أيضًا مع اللاجئين الفلسطينيين بشكل سيئ من خلال القوانين.
في المقابل، يؤكد رئيس المركز اللبناني لحقوق الإنسان أن ما من عنصرية ممنهجة من قبل الشعب اللبناني، حيث يشدد على أن الحملة لترحيل اللاجئين السوريين تسيء لهذا الشعب أكثر بكثير مما تسيء له أي حملة أخرى.
ويشرح أن الحملة لترحيل اللاجئين تظهر اللبنانيين على أنهم عنصريون، فيما الحقيقة أن التوصيف قد ينطبق على نسبة قليلة منهم على غرار الحال في كل دول العالم.