"سآتي لكم بالرفاه والربيع"، هكذا يعد كمال كليتشدار أوغلو زعيم حزب "الشعب الجمهوري" الناخبين الأتراك قبل الانتخابات الرئاسية في الرابع عشر من مايو/ أيار الجاري.
من خلفه تظهر المعارضة ممثلة بالطاولة السداسية "موحدة" ليكون مرشحها المنافس الأبرز في وجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في السباق المرتقب.
ومع ذلك، فإن دخول مرشحين آخرين على الخط، لا سيما محرم إنجه الذي خاض المنافسة في العام 2018 باسم "حزب الشعب الجمهوري" قبل أن ينشق عنه، عُد تهديدًا لهذه المعارضة.
وكانت المعارضة اختارت كمال كليتشدار أوغلو مرشحًا بعد أشهر من الجدال والضبابية، وتضمّن اتفاق الانضواء في جبهة واحدة تعيين نواب للرئيس من قادة أحزاب الطاولة السداسية.
كما يلحظ الاتفاق دورًا أساسيًا لرئيسَي بلديتَي أنقرة واسطنبول - اللذين فازا على مرشحي أردوغان عام 2019 - في حال فوز كليتشدار أوغلو.
والتحالف الذي وضع برنامجًا يحمل عنوان "تركيا الغد" ويقع في 240 صفحة ويتضمن ما يزيد عن 2300 هدفًا، يتفق على أهداف عامة متعلقة بالنظام السياسي والدستوري للبلاد؛ أبرزها العودة إلى النظام البرلماني إلى جانب تحديد ولاية الرئيس وجعل دوره فخريًا.
من هو كمال كليتشدار أوغلو؟
وُلد كمال كليتشدار أوغلو البالغ من العمر 74 عامًا في إقليم تونجلي الشرقي، وينحدر من الأقلية العلوية.
عمل في تسعينيات القرن الماضي محاسبًا في وزارة المالية، ثم أصبح في العام 2002 عضوًا في البرلمان التركي. وخسر في العام 2009 انتخابات رئاسة بلدية اسطنبول.
ومنذ العام 2010 يشغل رئاسة حزب "الشعب الجمهوري"، الذي أنشأه مؤسّس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك.
ولعلّ اللافت أنّ صور أتاتورك تُرفَع في اللقاءات الانتخابية المؤيدة لكليتشدار أوغلو، فيما تحمل ملصقات المرشح شعار: "مرحبًا أنا كمال أنا آت!".
ويحاول كليتشدار أوغلو، الذي يحظى بدعم غير مباشر من حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، الترويج لإمكانية فوزه في الانتخابات والعمل على تغيير نظام الحكم وإصلاح المشكلات الاقتصادية.
كما يتحدث عن منح البنك المركزي استقلاليته الكاملة مجددًا، والعودة بالسياسة الخارجية نحو الغرب.
ملف اللاجئين السوريين
ولم يوفر ملف اللاجئين السوريين الذي تصاعدت النبرة حوله مع اقتراب الانتخابات في تركيا، متعهدًا بترحيلهم في غضون عامين.
لكن بينما نجح التحالف المعارض في إدارة ظهره لخلافاته وتوجهاته المختلفة للتوافق على اسم كمال كليتشدار أوغلو، جاء ترشح محرم إنجه الذي لا يحظى بفرصة للفوز، وفق ما تنقله وكالة "فرانس برس" عن مراقبين.
وبينما يوصف الأخير بأنه "خطيب مفوّه" وماهر في التواصل لذا قد يجد صدى له في أوساط الشباب، فإن دخوله على الخط لن يؤدي إلا إلى الإضرار بالمعارضة وحظوظ مرشحها كمال كليتشدار أوغلو.
يُذكر أن سنان أوغان يخوض أيضًا السباق إلى الرئاسة التركية، وترشح عن تحالف لأحزاب أقصى اليمين يُسمى الأجداد.