توج رودري لاعب خط وسط إسبانيا ومانشستر سيتي الإنكليزي الاثنين، للمرة الأولى بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم، وذلك خلال النسخة 68 من حفل الجوائز الذي أقيم في مسرح شاتليه بالعاصمة الفرنسية باريس.
وأحرز رودري الجائزة متفوقًا على لاعبي ريال مدريد البرازيلي فينيسيوس جونيور والإنكليزي جود بلينغهام، الأمر الذي أثار غضبًا عارمًا في النادي الملكي، تجلى بمقاطعة حضور الحفل من قبل رئيس النادي فلورنتينو بيريز، إضافة للاعبين المرشحين، والمدرب كارلو إنشلوتي وسط سخط كبير واتهامات عدة بحق الاتحاد الأوروبي وفق ما ذكرت تقارير إسبانية.
وتعد ليلة أمس، واحدة من أكثر الليالي جدلًا في تاريخ الجائزة، حيث قالت مصادر مقربة من البرازيلي فينيسيوس جونيور، إنه سيواصل محاربة العنصرية حتى إذا كان هذا النشاط تسبب في عدم فوزه بجائزة الكرة الذهبية.
وكتب فينيسيوس عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد حصوله على المركز الثاني، على منصة إكس: "سأفعل ذلك 10 مرات إذا اضطررت لذلك. إنهم غير مستعدين"،
وعندما سُئل عما يعنيه فينيسيوس بما كتبه، قال فريقه المعاون لوكالة رويترز إنه كان يشير إلى معركته ضد العنصرية، وأنهم يعتقدون أنها كانت السبب في عدم فوزه بالجائزة، قائلين إن "عالم كرة القدم ليس مستعدًا لقبول لاعب يقاتل ضد النظام".
بدورها، قالت صحيفة "آس" الإسبانية إن الغضب تملك مسؤولي الجائزة، والاتحاد الأوروبي، بسبب ما يعتقد أنه تسريب لاسم الفائز قبل الحفل، أسفر عن تمنع لاعبي وإدارة ريال عن السفر إلى باريس، ومنهم أنشلوتي الفائز بجائزة أفضل مدرب، فيما وجهت أصابع الاتهام إلى المدرب الإسباني بيب غوارديولا، الذي فضل عدم إحراج النادي الملكي في هذا الموقف، وقام بتسريب اسم لاعبه، وفق الصحيفة نفسها.
الوسط الذهبي
ولعب رودري، الذي وصفه غوارديولا مدرب مانشستر سيتي بأنه "أفضل لاعب وسط في العالم"، دورًا محوريًا في مساعدة فريقه على الفوز بلقب الدوري الإنكليزي الممتاز للمرة الرابعة على التوالي، كما اختير أفضل لاعب في بطولة أوروبا 2024 بعد مساعدة إسبانيا في تعزيز رقمها القياسي بالفوز باللقب للمرة الرابعة.
ويعد رودري (28 عامًا) أول لاعب وسط دفاعي يفوز بجائزة الكرة الذهبية منذ لوتار ماتيوس في عام 1990، وثالث إسباني يفوز بالجائزة بعد ألفريدو دي ستيفانو (1957 و1959) ولويس سواريز (1960).
ورغم هيمنة لاعبي الدوري الإسباني على الجائزة، لم يفز أي لاعب إسباني بها منذ الراحل لويس سواريز ميرامونتيس أسطورة برشلونة قبل أكثر من 60 عامًا، رغم "الجيل الذهبي" لإسبانيا الذي أحرز كأس العالم 2010 وبطولتي أوروبا 2008 و2012. لكن رودري أنهى أخيرًا ذلك الانتظار بمهارات فريدة جعلت مانشستر سيتي القوة المهيمنة في إنكلترا وساعدت إسبانيا على استعادة تفوقها في أوروبا مرة أخرى.
وقال رودري على خشبة المسرح في الحفل: "اليوم ليس انتصارًا بالنسبة لي، وإنما هو انتصار لكرة القدم الإسبانية، وللعديد من اللاعبين الذين لم يفوزوا بها وكانوا يستحقونها، مثل (أندريس) إنيستا، وتشابي (هرنانديز)، وإيكر (كاسياس)، وسيرجيو بوسكيتس، والعديد والعديد غيرهم، إنه من أجل كرة القدم الإسبانية ومن أجل كيان لاعب خط الوسط.
وأضاف: "اليوم كتب لي العديد من الأصدقاء وأخبروني أن كرة القدم فازت، لأنها منحت الظهور للعديد من لاعبي خط الوسط الذين عملوا في الظل واليوم أصبحوا يخرجون إلى النور، أنا شخص عادي لديه قيم، يدرس، ويحاول القيام بالأشياء بشكل جيد، ويمكنه الوصول إلى القمة، شكرًا لكم جميعًا".
غياب رونالدو وميسي
وأصبح رودري ثالث لاعب غير ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو يفوز بالجائزة منذ عام 2008، وهذه هي المرة الأولى منذ عام 2003 التي لم يدخل فيها ميسي ورونالدو القائمة النهائية للمرشحين، والمكونة من 30 لاعبًا.
وكان البرتغالي رونالدو، الذي فاز بالجائزة خمس مرات وكان آخر لاعب من الدوري الإنكليزي الممتاز فاز بها عند تتويجه في 2008، قد غاب عن الترشيحات العام الماضي أيضًا بعد انتقاله إلى السعودية، فيما لم يكن ميسي، الذي فاز بالجائزة ثماني مرات وهو رقم قياسي حققه في 2023، ضمن المرشحين رغم فوز الأرجنتين بكأس كوبا أميركا.
ولم يتذوق رودري طعم الخسارة سوى مرة واحدة خلال آخر 18 شهرًا، وذلك عندما تلقى سيتي هزيمة مفاجئة في نهائي كأس الاتحاد الإنكليزي أمام مانشستر يونايتد الموسم الماضي.
جوائز العام
وفي باقي الجوائز، توجت الإسبانية أيتانا بونماتي لاعبة برشلونة بجائزة أفضل لاعبة في العالم للمرة الثانية، فيما فاز ريال مدريد بجائزة أفضل ناد على مستوى كرة القدم للرجال، بينما أحرز برشلونة جائزة أفضل ناد على مستوى كرة القدم للسيدات، وذلك بعد أن توج كل من الفريقين بثنائية الدوري ودوري الأبطال في الموسم الماضي.
وتقاسم الإنكليزي هاري كين لاعب بايرن ميونيخ والفرنسي كيليان مبابي لاعب ريال مدريد جائزة غيرد مولر لأفضل هداف في الموسم السابق، ولم يكن الفرنسي موجودًا كذلك التزامًا منه بقرار ناديه مقاطعة الحفل.
وفاز لامين يامال لاعب برشلونة بجائزة كوبا، بعد أن ساعد إسبانيا على تقديم مشوار مثالي في بطولة أوروبا 2024، إذ فازت بجميع مبارياتها السبع في طريقها للقب، كما فازت الإسبانية جيني إيرموسو بجائزة سقراط إثر دورها في الكفاح من أجل حقوق المرأة في كرة القدم وموقفها الشجاع في مواجهة التمييز على أساس الجنس في الرياضة.
وحافظ الأرجنتيني إمليانو مارتينيز على جائزة ليف ياشين التي تقدم لأفضل حارس مرمى بعدما فاز لاعب أستون فيلا بها العام الماضي.
وأقيم حفل الكرة الذهبية هذا العام بالشراكة بين مجموعة أموري، المالكة لشركتي فرانس فوتبول وليكيب للإعلام، والاتحاد الأوروبي للعبة (اليويفا)، وفقًا لاتفاقية أعلن عنها اليويفا في نوفمبر 2023.
