الجمعة 15 نوفمبر / November 2024

المجاعة في القرن الإفريقي.. 159 ألف شخص يواجهون خطر الموت

المجاعة في القرن الإفريقي.. 159 ألف شخص يواجهون خطر الموت

شارك القصة

الباحث في الشأن الغذائي محمد الناير يدعو الاتحاد الإفريقي إلى التحرك الفوري لتجنب حدوث مجاعة في القارة السمراء (الصورة: الأناضول)
يُعتبر القرن الإفريقي من أكثر المناطق تضررًا من التغيّر المناخي، إذ إنّه يشهد بصورة متزايدة أزمات أكثر تواترًا وشدّة.

حذرت منظمة الصحة العالمية من أن نحو 129 ألف شخص وصلوا إلى الحد الأقصى من انعدام الأمن الغذائي ويواجهون خطر الموت في منطقة القرن الإفريقي الكبرى التي تشهد جفافًا رهيبًا منذ سنوات عدة.

وقالت ليزبيث ألبريخت مسؤولة منظمة الصحة في المنطقة في مؤتمر عبر الفيديو من نيروبي: "حين أتحدث عن القرن الإفريقي الكبير، أشير الى جيبوتي وإثيوبيا وكينيا والصومال وجنوب السودان والسودان وأوغندا".

تجدد الأوبئة

ولفتت ألبريخت إلى أنه في هذه المنطقة "نلاحظ تجددًا للأوبئة وأعلى عدد من الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية منذ سنوات ما يطال ملايين الأشخاص وذلك في إطار من تدهور الآفاق في مجال انعدام الأمن الغذائي".

وقبل ثلاثة أسابيع، حذّر برنامج تابع لمنظمة إقليمية في شرق إفريقيا، من أنّ الجفاف الحادّ الذي يعاني منه القرن الإفريقي مرشّح للتفاقم هذا العام ممّا يهدّد المنطقة بمجاعة أقسى من تلك التي تسبّبت بمئات آلاف الوفيات قبل عقد من الزمن.

وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن حوالى 48 مليون شخص يواجهون مستوى حساسًا من انعدام الأمن الغذائي في المنطقة.

بين هؤلاء الأشخاص الـ 48 مليونًا، هناك ستة ملايين في حالة "طارئة" من انعدام الأمن الغذائي (المرحلة 4 من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي) و129 ألفًا في وضع "الكارثة" (المرحلة 5)، وهو المستوى الأقصى.

وذكرت منظمة الصحة العالمية، أن الاشخاص المصنفين في المرحلة الخامسة "يواجهون الموت".

وبين الـ129 ألفًا هناك 33 ألفًا في جنوب السودان و96 ألفًا في الصومال بحسب ما أوضحت ألبريخت.

ويشهد الصومال واحدة من أسوأ موجات الجفاف منذ 40 عامًا، حيث يحتاج ما يقرب من نصف السكان إلى المساعدة الإنسانية، كما أعلنت الحكومة "حالة طوارئ إنسانية وطنية" في البلاد بسبب الجفاف.

وقبل شهر دعت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، العالم إلى تقديم "الدعم الكامل" لسبل العيش المستدامة في الصومال لإخراج البلاد من شفا المجاعة.

بحسب مركز التوقعات والتطبيقات المناخية التابع لايغاد (الهيئة الحكومية للتنمية) وهو تجمع دول شرق إفريقيا، فإن الظروف الراهنة أسوأ مما كانت عليه قبل جفاف عام 2011 الذي أدى إلى مجاعة تسببت بوفاة آلاف الأشخاص.

وهذه المنطقة من بين الأكثر عرضة لتغير المناخ مع أزمات متكررة وشديدة بشكل متزايد.

الصدمات ستصبح متكررة

وتسببت المواسم الخمسة المتتالية من عدم هطول الأمطار حتى الآن في نفوق الملايين من رؤوس الماشية وتدمير محاصيل ودفعت بملايين الأشخاص الى مغادرة مناطقهم بحثًا عن الماء والغذاء في أماكن أخرى.

ولفتت منظمة الصحة العالمية، إلى أن انعدام الأمن الغذائي هذا كان وراء تزايد أوبئة مثل الحصبة وحمى الضنك والكوليرا والملاريا مشيرة إلى أنها بحاجة الى 178 مليون دولار لدعم سكان المنطقة هذه السنة.

وفي هذا السياق، قالت ألبريخت: "لم يشهد القرن الإفريقي مثل هذا العدد الكبير من الأوبئة في هذا القرن" مؤكدة على الرابط بين زيادة الأوبئة وتغير المناخ.

وأضافت: "مع تحول التغير المناخي إلى واقع، هذه الصدمات ستصبح متكررة وما نحتاجه هو مساعدة إنسانية واسعة النطاق ومستمرة مع استثمارات طويلة المدى لتعزيز المراقبة الحالية" للأمراض من أجل وقفها مع ظهور أولى المؤشرات.

ويُعتبر القرن الإفريقي من أكثر المناطق تضررًا من التغيّر المناخي، إذ إنّه يشهد بصورة متزايدة أزمات أكثر تواترًا وشدّة.

وتسبّبت مواسم المطر الخمسة الفائتة حتى الآن بنفوق الملايين من رؤوس الماشية وخراب المحاصيل، وأجبرت ملايين الأشخاص على مغادرة مناطقهم بحثًا عن الماء في أماكن أخرى.

وحذّر التقرير من أن الظروف الحالية أسوأ مما كانت عليه قبل جفاف عام 2011، إذ أنّ 23 مليون شخص في كينيا وإثيوبيا والصومال يعانون منذ الآن من "انعدام الأمن الغذائي الحادّ".

وتسبّبت آخر مجاعة ضربت الصومال في 2011 بوفاة حوالي 260 ألف شخص، نصفهم من الأطفال دون السادسة. وتضوّر هؤلاء جوعًا بسبب عدم استجابة المجتمع الدولي بالسرعة الكافية، وفقًا للأمم المتحدة.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - أ ف ب