تنطلق مباريات المجموعة الثامنة والأخيرة في مونديال قطر 2022 يوم الخميس المقبل في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، بين منتخبي أوروغواي وكوريا الجنوبية عصرًا على استاد المدينة التعليمية، فيما يشهد استاد 974 مباراة تجمع البرتغال بمنتخب غانا مساء اليوم نفسه.
وشأنها شأن المجموعات السبع الأخرى التي تضمّ أقوى منتخبات العالم في كرة القدم، فإنّ المجموعة الثامنة تستقطب الاهتمام أيضًا للعديد من الأسباب، فهي تضمّ في صفوفها أحد أفضل من لمس الكرة، وفيها فريقٌ أقرب من أي وقت مضى لنيل كأس العالم.
وفي المجموعة الثامنة أيضًا، التي تبدو مفتوحة على كل الاحتمالات والسيناريوهات، وربما المفاجآت إن جاز التعبير، منتخب يحنّ لماض جميل، ونجوم سوداء تحلم بالسطوع في سماء قطر، ومنتخب آسيوي هو الأكثر حضورًا في المونديال.
وللمزيد من القراءة حول السيناريوهات والمسارات المتبعة، تسلط هذه الحلقة من برنامج "أبطال الثمانية" الذي أطلقه "أنا العربي" مواكبة للمونديال، الضوء على المجموعة الثامنة من مونديال قطر 2022، والتي تتنافس فيها منتخبات البرتغال والأوروغواي وغانا وكوريا الجنوبية.
البرتغال.. حلم الدون الذهبي
في صدارة المجموعة الثامنة، يبرز منتخب البرتغال، الذي يوصَف بـ"برازيل أوروبا"، والذي قد يكون "قائده" من أكثر نقاطه قوة، كيف لا وهو الأسطورة كريستيانو رونالدو النجم الذي صنع التاريخ.
وإذا كان رونالدو سببًا في حبّ الملايين لكرة القدم، فإنّ الضغوطات قد تكون كبيرة عليه هذه المرّة مع تقدّمه في العمر، وتراجع مستواه مع مانشستر يونايتد، علمًا أنّ هذه النسخة من كأس العالم تشكّل موندياله الأخير.
وكان الدون قاد البرتغال نحو تحقيق لقبها القاري الأول، ويسعى لختام مسيرته الدولية بأفضل طريقة ممكنة مع منتخب يملك كل المؤهلات للوصول إلى الكأس.
كما أنّ منتخب البرتغال لديه جيل ذهبي بقيادة المدرّب المُحنّك فرناندو سانتوس، الذي كلل الفترة الذهبية بـالتتويج في يورو 2016، ودوري أمم أوروبا 2019.
ويراهن سانتوس على تشكيلة تلعب ضمن أقوى أندية العالم، كانسيلو، ودياز، وسيلفا من أزرق مانشستر، برونو فيرنانديز ودالوت وكريستيانو من أحمرها، وجواو فيليكس من أتلتيكو، والمتألّق لياو لاعب ميلان، إضافة إلى غوريرو من دورتموند، ونونو مينديز لاعب باريس سان جيرمان.
أما نقطة ضعف البرتغال فتكمن في المدرب نفسه، فهو لا يستغلّ إمكانيات لاعبيه، ويلعب بتحفظ أمام كبار اللعبة، ما قد يكلّفه الكثير.
الأوروغواي.. "ليس لدينا إلا كرة القدم"
إلى المنتخب الثاني ضمن المجموعة الثامنة في مونديال قطر، ألا وهو الأوروغواي، وهو بلد لا يتعدى سكانه 3.5 مليون نسمة، لكن كرة القدم هي من وضعته على الخارطة.
ثمة قول متداول في الأوروغواي، هو: "للأمم تاريخ تفاخر به، لكن نحن في الأوروغواي ليس لدينا إلا كرة القدم"، وهو يرجع إلى أوندينو فييرا، مدرّب الأوروغواي، في مونديال إنكلترا 1966.
لكن ما قد لا يعرفه الكثيرون، أنّ الأوروغواي هو أول أبطال كأس العالم، ومن قلبوا الطاولة، وأثبتوا لأوروبا أن اللعبة ليست حكرًا عليها، وهم أول فريق لاتيني يلعب في أوروبا ضمن دورة الألعاب الأولمبية في باريس عام 1924.
استهزأ المنافسون بهؤلاء الفقراء، فرُفع علم الأوروغواي بالمقلوب قبل مباراتهم الأولى أمام يوغوسلافيا، وعُزف نشيد البرازيل بدلًا من نشيدهم الوطني، إلا أنّهم اكتسحوا يوغوسلافيا بسبعة أهداف، فيما حلّ مصير مشابه ببقية فرق أوروبا لتظفر الأوروغواي باللقب الأولمبي.
مشوار استثنائي لم يتوقف تبعته الأوروغواي بآخر في نسخة 1928 بمدينة أمستردام، حيث رفع السيليستي كأسه مرة أخرى في عقر دار البرازيل عام 1950.
لكن الماضي الجميل بعيد عن الحاضر، فمنتخب "السيليستي" لم يعد مرشحًا لنيل اللقب، واعتاد فقط على تخطي دور المجموعات في النسخ الأخيرة.
ويراهن مدربه دييغو ألونسو على مزيج بين الشباب والخبرة، بتشكيلة تجمع مخضرمين مثل الحارس موسيليرا، والمدافع غودين والمهاجمين كافاني وسواريز، ولا ننسى المتألق، ونجم ريال مدريد فالفيردي، مع داروين نونيز مهاجم ليفربول.
باختصار، فإنّ مهمة السيليستي لن تكون سهلة فثمة نجوم سوداء تسعى للثأر.
غانا.. ثأر طال انتظاره
إلى المنتخب الثالث ضمن المجموعة الثامنة، غانا التي لا تنسى مهاجم الأوروغواي سواريز، في ربع نهائي كأس العالم 2010، حينما حرمت يده النجوم السوداء من بلوغ نصف النهائي.
حينها، منعت يد سواريز منتخب غانا من أن يكون أول منتخب إفريقي يفعل ذلك. لكنّ الفرصة تبدو سانحة الآن من أجل الثأر، فغانا قلبت التوقعات وأطاحت بنيجيريا في التصفيات لتبلغ كأس العالم للمرة الرابعة في تاريخها.
وقبل المونديال، استنفر الاتحاد الغاني لكرة القدم، وطالب لاعبين من أصول غانية يلعبون في أقوى الدوريات بتمثيل البلاد في البطولة.
وبالفعل، نجح في إقناع لاعبين مثّلوا منتخب إنكلترا، مثل هودسون أودوري، جناح تشيلسي، ومهاجم أرسنال نيكيتاه، بالإضافة إلى طارق لامبتي والإسباني إينياكي ويليامز.
وثمّة أسماء تسهم في تعزيز حظوظ المدرب أتو أدّو، للتغلب على نقطة ضعف غانا التي تتمثل في الخط الأمامي، صاحب أسوأ سجل بين كل الفرق المشاركة بكأس العالم.
وأمام النجوم السوداء تحدّ آخر يتمثّل في مواجهة أكثر الفرق الآسيوية تواجدًا بكأس العالم.
كوريا الجنوبية.. في حب "المفاجآت"
ويبقى المنتخب الأخير في المجموعة الثانية، كوريا الجنوبية. هو منتخب لم تغب شمسه عن المونديال منذ عام 1986، كما فاجأ الجميع في نسخة 2002، وقدّم أفضل إنجاز لفريق آسيوي بالوصول إلى نصف النهائي.
الشمشون الآسيوي يقوده البرتغالي باولو بينتو منذ 4 سنوات، والذي يعوّل على حماية المناطق الخلفية، والقيام بهجمات سريعة تزعزع دفاعات الخصوم، بقيادة هداف الدوري الإنكليزي في الموسم الماضي، نجم توتنهام هوتسبير سون هيونغ مين.
إلا أن إصابة تعرض لها أمام مارسيليا في دوري أبطال أوروبا تسببت بكسر عظم وجهه، ما قد يحرمه من المشاركة في مونديال قطر، علمًا أنّه بمشاركة سونغ أم لا حسابات كوريا الجنوبية معقّدة.
في النتيجة، تميل الترجيحات نحو البرتغال والأوروغواي. فهل يفعلها رونالدو ويمنح كأس العالم لبلاده لأول مرة في تاريخها أم تدفع نار الثأر غانا لتفاجئنا جميعًا؟
يبدو أنّ كلّ الاحتمالات مفتوحة، فالمفاجآت في عالم كرة القدم تبقى واردة دائمًا، لتبقى الكلمة الأخيرة للملاعب بعد إطلاق صافرة انطلاق مونديال قطر 2022.
وفي الانتظار، يمكنكم الاطّلاع على كلّ ما تحتاجون معرفته حول المجموعة الثامنة في مونديال قطر، ضمن الفيديو المرفق من برنامج "أبطال الثمانية".