السبت 6 يوليو / يوليو 2024

المرحلة الثالثة من الحرب الإسرائيلية على غزة.. ما شكلها وما هي أهدافها؟

المرحلة الثالثة من الحرب الإسرائيلية على غزة.. ما شكلها وما هي أهدافها؟

Changed

يستعد الجيش الإسرائيلي للدخول في المرحلة الثالثة من عمليته العسكرية في غزة
يستعد الجيش الإسرائيلي للدخول في المرحلة الثالثة من عمليته العسكرية في غزة - غيتي
تسود تكهنات عن أهداف أخرى تسعى إسرائيل إلى تحقيقها خلال المرحلة الثالثة، منها شن حرب على لبنان أو إمكانية التوصل إلى تسوية مع حزب الله.

توشك ما تعرف بالمرحلة الثانية من الحرب على غزة أن تصل إلى نهايتها، إذ يستعد جيش الاحتلال الإسرائيلي لتخفيض قواته في القطاع، وفقًا لما أوردته صحيفة "هآرتس" العبرية.

ويأتي قرار التخفيض، بعدما وافق المستوى السياسي على انتقال الجيش إلى المرحلة الثالثة من الحرب، وفق مصادر نقلت عنها هيئة البث الإسرائيلية، وهو ما أكده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي قال إن تل أبيب تقترب من الإعلان عن انتهاء مرحلة القضاء على ما سماه "جيش حركة حماس".

وأزاح نتنياهو النقاب عن أهم ملامح ما تسمى المرحلة الثالثة، إذ أكد في لقائه مع مجموعة من ضبّاط كلية الأمن القومي؛ أن الحرب لن تتوقف، وأن إسرائيل ستواصل محاربة حماس بعد انتهاء المرحلة الثانية.

على ماذا تركز المرحلة الثالثة الإسرائيلية في غزة؟

هي مرحلة يريدها قادة الاحتلال أن تكون بطريقة "جز العشب"، وفق ما نقلته صحيفة هآرتس، أي التركيز على عمليات خاطفة محدودة، مع سحب القوات الإسرائيلية من داخل الأحياء والمدن في القطاع، وإبقاء السيطرة على محور نتساريم الذي يفصل الشمال عن الجنوب.

وتشمل المرحلة الثالثة أيضًا إنهاء الجيش عملياته العسكرية الكبرى في رفح جنوبي القطاع، وسحب قواته من هناك، مع إبقاء سيطرته على محور فيلادلفيا بما يشمل معبر رفح.

وفي الأثناء، تسود تكهنات عن أهداف أخرى تسعى إسرائيل إلى تحقيقها خلال المرحلة الثالثة، منها شن حرب على لبنان أو إمكانية التوصل إلى تسوية مع حزب الله.

وفي الوقت نفسه، يُخشى من دخول مفاوضات الإفراج عن الأسرى في حالة من الجمود الطويل، لا سيما مع اشتراط فصائل المقاومة انسحابًا كاملًا لقوات الاحتلال من غزة.

قراءة عسكرية للمرحلة الإسرائيلية الثالثة في غزة

وردًا على سؤال ما إذا كان الاحتلال يسعى لتحويل قطاع غزة إلى نموذج يشبه الضفة الغربية يتمكن فيها الجيش الإسرائيلي من إتمام عملياته بسرعة ثم الانسحاب، أوضح الخبير العسكري والإستراتيجي إلياس فرحات أن هذه المقاربة غير دقيقة، لأن وضع الضفة مختلف تمامًا عن غزة المدمرة حاليًا، والتي كانت تتمتع بأمن ذاتي من قبل المقاومة الفلسطينية.

وفي حديث للتلفزيون العربي من العاصمة اللبنانية بيروت، رأى فرحات أن حديث إسرائيل عن انتقال من مرحلة إلى أخرى يندرج تحت إطار الحرب النفسية التي تستفيد منها القيادة الإسرائيلية، لكي تشعر جمهورها بأنها تخطط وأنها انتقلت من مرحلة إلى أخرى.

فرحات الذي أضاف أن هذه المراحل ليس فيها استحقاقات قاطعة تدل على الانتقال من مرحلة إلى أخرى، أشار إلى أنه من الصعب تحويل غزة إلى نموذج يشبه الضفة الغربية، لأنه حسب ما تسرب في الإعلام ستوجد القوات الإسرائيلية في محوري نتساريم وفيلادلفيا ومناطق أخرى تنطلق منها لتنفيذ العملية بطريقة خاصة.

وفيما لفت إلى أن ما يسمى مرحلة ثالثة هي امتداد للمرحلة الثانية، أوضح فرحات أن هذه المرحلة مربكة وتعاني من الاضطراب والغموض.

وفيما تساءل عما إذا كانت حماس ستوافق على وقف إطلاق النار، أو تتوقف عن مهاجمة القوات الإسرائيلية في نتساريم أو في فيلادلفيا أو في التجمعات الأخرى، وماذا تفعل إسرائيل بوجود أعمال قصف من حماس؛ جدد فرحات تأكيده أن المرحلة الثالثة هي عملية نفسية للجمهور الإسرائيلي وللرأي العام العالمي، توحي بأن إسرائيل أوقفت الحرب وقضت على الجسم العسكري لحماس.

وأوضح فرحات أن تهديم وتدمير معبر رفح هو أحد الحلول التي تتبعها القوات الإسرائيلية من أجل إغلاق المعبر نهائيًا، كونه بين سلطة فلسطينية ومصر، وهذا ما لا تريده إسرائيل، لأنها تريد معبرًا تحت سلطتها على غرار معبر كرم أبو سالم.

ولفت إلى أن حديث إسرائيل الذي تسربه صحيفة "نيويورك تايمز" عن التهدئة والانتقال إلى البحث في وضع الجبهة مع لبنان ما هو إلا محاولة للخروج من الواقع العسكري الحالي في غزة.

وحسب فرحات فحتى لو خففت القوات الإسرائيلية وجودها في غزة فهي بحاجة إلى عدة فرق لكي تضبط الوضع في القطاع.

وتابع أنه عندما تقول إسرائيل إنها سوف تحول قسمًا من فرقها العسكرية باتجاه الشمال لكي تفاوض مع حزب الله والحكومة اللبنانية؛ فهي تقوم بذلك مدركة تمامًا أن الخلافات والنزاعات العسكرية في الشمال تختلف عن غزة كثيرًا، حيث لحزب الله عمق إستراتيجي وجغرافي وتموين كبير ولوجستي، خلافًا لغزة المحاصرة من كل الجهات.

المصادر:
التلفزيون العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close